"يشدّني جمال الطبيعة وتحرّك المأساة عواطفي. ويغضبني ظلم الإنسان للإنسان: كل هذا أستوعبه وأختزنه في ذاكرتي. وفي لحظات، تنفجر العواطف وتتحرّك الذكريات.
(..)
فكرة الإنشاء الفني تنبع من المنطلق الذي أشرت إليه عن الذاكرة. وبالنسبة لي هو مفهوم لن ينتهي، بل يمتد، وليس له حدود أو إطار تقني وهو بالتالي يلغي الحدود الاجتماعية والدينية ويشمل كل شئ. إنه ليس رسماً أو توليف خامات أو تلويناً أو حفراً أو نحتاً. الإنشاء الفني هو كل شئ آخر، هو تراكم أشياء وشخوص وألوان وخطوط وملامس وأجواء وأبعاد، هو رحلة للمشاهد داخل وحول وخلف كل شيء، فهو تكوين له ثلاثة أبعاد وله بعد خاص يولد مع الحدث، وهو ذلك الخط الوهمي الذي يمتد بين الجو الفني والمشاهد ويدعوه للخوض في جولة بين أشياء مألوفة ومناظر يعرفها، فهو ليس غريباً عن هذا الجو، لأنه يستطيع أن يختار أين وكيف يتفاعل مع ما يختار، وهذا برأيي هو البعد الرابع فالتفاعل قائم، والاندهاش متواصل، والتجاوب مستمر، بين إنتاج إنسان وإنسان آخر، فالنبض الإنساني يثبت وجوده في كل زاوية وفي كل لحظة".
مقطع من شهادة سامية زرو، فنانون تشكيليون من الأردن، شهادات ودراسات، دارة الفنون - مؤسسة عبد الحميد شومان، 2000.