أعمال لحنان خليل، 2003.
عمل لحَمود شنتوت، 2003.
عمل لسامر الكردي، 2003.
أعمال لحنان خليل، 2003.
بطاقة دعوة، أمام.
بطاقة دعوة، خلف.
معرض
فنانون في المدينة
بالتعاون مع بعثة المفوضية الاوروبية في عمان و التبادلات الثقافية في منطقة البحر المتوسط,Ecume

25 حزيران/ يونيو – 23  تمّوز/ يوليو 2003

الفنانون في المدينة؟ أي تحول ذاك الذي يجعل المدينة الصاخبة والملوثة التي كان يهرب منها المبدعون والمثقفون تصير من جديد مكاناً للّقاء ونبعاً للإلهام ؟

في الغرب، ومنذ القرن السادس عشر، كان الإبداع الفني في خدمة المؤسسة الرسمية لا يجد لتفتحه مكاناً سوى الصالات المعتمة داخل المحترفات والكاتدرائيات والقصور. وكانت عين الفنان تبدو بذلك مغلقة عن كل ما يجري في العالم الحقيقي بحيث لا تعيد إنتاج شئ آخر غير المشاهد المتخيلة المأخوذة من التاريخ ومن الأساطير والقصص الدينية التي كانت نبع الإلهام الوحيد المسموح. كان يجب لكي يخرج الفنانون إلى العالم الحقيقي، ولكي يبدأوا بالسفر واكتشاف الريف والمدينة، ومراقبة المدن والمناظر، ودواخل البيوت والشوارع لينقلوا عنها في أعمالهم انطباعات أكثر دقة، وحقيقية.

لكن هذا الاكتشاف الجميل لفضاءات اليومي والمعاش لم يلبث أن أخلى مكانه في القرن العشرين لموقف من الرفض والهروب من المدن "الملوثة" و"غير الإنسانية" و"الباردة" التي تم إعمارها من جديد بعد الحرب العالمية الثانية لحل مشاكل السكن.

دمشق ليست من هذه المدن التي لا روح فيها ولا طابع. فهي مكان اليوميّ في شكله الأكثر أصالة، وهي فضاء القصص العادية والطابع المحلي في شكله العفوي، ولذلك فهي تتناسب بشكل رائع مع لعبة الإبداع: مشاهدة أبنيتها ذات الواجهات الصماء التي تخفي وراءها حيوات مجهولة، الدخول في علاقة مباشرة مع سكانها وحرفييها... هذا هو التحدي الذي قصد إليه عنوان محترف الفن التشكيلي الذي نظمته إيكوم (مؤسسة التبادل الثقافي في البحر المتوسط) في إطار النشاطات الثقافية لصيف ٢٠٠٣ في سورية. كانوا عديدين جاءوا من بلادهم ليعملوا ويبدعوا في دمشق. منهم من أتى من أوروبا (فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإنجلترا)، ومنهم من جاء من بلاد الجنوب المشمسة (تونس والجزائر) ومنهم من يسكن منطقة شرق المتوسط (الأردن ولبنان وسورية).

كانوا مختلفين عن بعضهم بعضاً سواء في عمق تجربتهم الفنية أو في مساراتهم الفنية، لكنهم كانوا يشكلون مجموعة متجانسة. كانوا يعملون ويتناقشون بكل اللغات، وكانوا يقررون معاً اختيار لون ما، مادة ما، أو موقع ما يعرضون فيه أعمالهم.

تجهيزات مشهدية وصور فوتوغرافية، أجواء محيطة ومنحوتات، لوحات مرسومة بالزيت أو بالأكريليك... كانت لغاتهم الفنية متنوعة ووسائل تعبيرهم مختلفة، لكن ما يجمع هؤلاء الفنانين كان الشباب والنضارة والانفتاح على الآخر، ولذا جاءت النظرة التي يلقونها على البلد وعلى المدينة وعلى أنفسهم نظرة حرة ومبدعة لا تقيدها الصور النمطية ولا الأفكار الجاهزة لأنها تبحث عن لغة أصيلة وحقيقية.
لم يكن يبدو عليهم أنهم يعملون لهدف ما. كانوا يشتغلون بمتعة، ويتسلون كثيراً حين يتنزهون في المدينة أو يستمتعون بالفئ الرطب في أرجاء مكتب عنبر بتزييناته الرائعة.

حنان قصاب حسن

كاتبة، مخرجة مسرحية، استاذة في جامعة دمشق

متعلّقات