"الوداع يا دارنا، يا دار الأمّة، يا ملتقى أقطاب السياسة ورجال الصحافة وكبار الخطباء والفنّانين من مصر ولبنان وسوريا والعراق. الوداع يا دارنا، يا مستقر القيادة، يا مستوصف الجرحى، يا ملاذ اللاجئين".
– خليل السكاكيني (1948)

منذ بداية التاريخ، توسّطت فلسطين موقعها بين الإمبراطوريّات الكبيرة كمركز تقاطع الثقافات والحضارات. ترافق هذا الثراء مع تحدّيات هويّاتيّة في المستوى الأوّل، شكّلتها مطامع القوى العظمى في هذه البقعة الجغرافيّة التي برز دورها الحضاري في المنطقة.

من هذا المنطلق، وفي ذكرى مرور 100 عام على وعد بلفور، و70 عام على قرار هيئة الأمم المتّحدة بتقسيم فلسطين، و50 عام على حرب 1967، تكرّس دارة الفنون- مؤسّسة خالد شومان برنامجها الفنّي والثقافي للعام 2017 لاستعراض الجوانب الثريّة للحضارة الفلسطينيّة على مر العصور تحت عنوان "فلسطين الحضارة عبر التاريخ"، ينخرط فيه عدد من أبرز الفنانين والمفكرين والباحثين والمؤرخين بمعاينة عميقة للمنجزات الحضاريّة والثقافيّة الفلسطينيّة عبر سلسلة معارض فنيّة ومحاضرات معمّقة في التاريخ والأدب والصحافة والسير الذاتيّة وعلم الاجتماع والآثار والعمارة وسلسلة "حكايا زمان" وعروض أفلام وعروض مسرحيّة وموسيقيّة.

الصورة: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، خريطة الإدريسي لقبرص وبلاد الشام، من القرن الثاني عشر.