معرض
عودة الروح، مشروع النكبة
جين فرير

١١ تشرين أول  ٢٠٠٨ – شباط ٢٠٠٩
في البيت الأزرق

يتضمن المعرض آلاف المجسمات الشمعية التي تمثل التهجير الجماعي للفلسطينيين. نفذ هذه المجسمات فنانون وشباب فلسطينيون من خلال سلسلة ورشات أُقيمت في فلسطين والأردن ولبنان. كلُّ مجسم من المجسمات الشمعية التي تم تعليقها لإظهار أن لا مكان تذهب أو تعود إليه، يرمز إلى لاجئ حقيقي أُجريت معه مقابلة من قبل المشاركين في الورشة و/أو قدّم شهادة شخصية خطتها يداه للمشروع.

هذا المشروع الفني للفنانة الاسكتلندية جين فرير عبارة عن تركيب إنشائي من ثلاثة آلاف مجسم شمعي. يجول هذا المعرض دولاً عربية وأوروبية مختلفة حيث عرض هذا المشروع لأول مرة في أيار 2008 في القدس، وعرض ضمن فعاليات مهرجان أدنبرة الثقافي كما عرض في لبنان.

من المفارقة أن تفضي الزيارة التي قامت بها الفنانة الاسكتلندية جين فرير إلى معسكر اعتقال نازي في بولندا العام 2004 إلى اهتمامها بالنكبة: التهجير الجماعي للفلسطينيين من أرضهم سنة 1948، ليُفسح المجال لإقامة "دولة إسرائيل"! وتالياً، تعمّقت فرير بروايات هذا الحدث المزلزل ونتائجه ومعانيه وحضوره في التاريخ الفلسطيني الحديث، حيث الاحتلال والاقتلاع واستلاب الأرض.

قاد بحث فرير إلى "مشروع النكبة" الذي اشتغلت عليه لما يقارب أربع سنوات، وجالت لأجله في فلسطين والدول المجاورة، وأقامت بين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، وعملت مع الأجيال الصغيرة منهم والكبيرة على حد سواء، للتذكير بما حدث من مآسٍ في النكبة وتوثيقها. كانت النتيجة النهائية للمشروع عملاً تركيبياً بعنوان "عودة الروح" يتكون من ثلاثة أجزاء.

وفي غرفة مجاورة، تركيب من الشهادات المكتوبة التي تم تجميعها من الفلسطينيين في المنطقة تدور حول تجاربهم عندما أُجبروا على ترك مدنهم وقراهم، واليوم الأول والليلة الأولى لمغادرة الوطن قسراً. هذه الشهادات ترافقها منحوتة صوتية من المقابلات المصوَّرة التي أجرتها الفنانة مع عدد ممن شهدوا أحداث النكبة.

في النهاية، هذه المجسمات وحكاياتها (الأرواح التي تمثلها) ستعود إلى فلسطين، وهي خطوة جريئة تتخطّى الحدود السياسية والحواجز الاصطناعية والممارسات اللاإنسانية على السواء.

عاشت الفنانة الاسكتلندية جين فرير لسنوات عدّة في اليونان، حيث بدأت الرسم والتصميم للمسرح. ثم تلقت التعليم والتدريب الفني في كلية "سينترل سينت مارتنز للفنون والتصميم"، واستكملت دراساتها العليا في كلية "سليد للفنون الجميلة" بلندن، حيث مُنحت جائزة "ليزلي هاري". عملت في تصميم المسرح وأزياء المسرح في إنجلترا واليونان. وهي أيضاً منتجة مسرح دولية، عملت مع فرق مسرحية معظمها من دول أوروبا الشرقية وإيران، وقد شاركت هذه الفرق في مهرجان أدنبره وفي عروض بدول أخرى حول العالم. درّست فريري لسنوات عدّة تصميم الأزياء في المسرح والسينما في معهد الفن ببورن ماوث المرموق.

تدمج فرير في أعمالها الفنية التجريبية مضامين عدّة، وتستخدم وسائل فنية متنوعة من مثل: النحت والإنشاء الصوتي والفيديو. تعمقت الفنانة منذ العام 2004 بموضوع التهجير الجماعي للفلسطينيين سنة 1948، وقادها ذلك لإنجاز عملها الأول حول هذا الموضوع والمتمثل بتركيب فيديو قدمته في مهرجان "ماسكي" (بولندا) في العام 2006.

كرّست فرير تجربتها بشكل خاص خلال العامين الأخيرين لـتنفيذ "مشروع النكبة" الذي انطلق من خلال إقامة فرير في "حوش الفن الفلسطيني" في أيلول العام 2007، ونُفّذ المشروع بإنتاج مشترك للفنانة مع حوش الفن الفلسطيني ومع فنانين فلسطينيين في الوطن العربي. وبرعاية مؤسسة التعاون، مسرح دوار الشمس ومركز المعلومات العربي للفنون الشعبية - الجنى.