لقاء
حركة الكلمات
عدنية شبلي

السبت ٨ ايار/مايو ٢٠١٠

"تستند الباحثة عدنيّة شبلي في قراءتها إلى أعمال سبعة كتاب فلسطينيين، من أجيال مختلفة، بدأت مع الكاتب والمربي خليل السكاكيني في مذكراته، في إشارة لكامل الجغرافيا الفلسطينية الموحدة قبل الاحتلال، وبعده اختارت نصوص ثلاثة أدباء ممن يمكن وصفهم بجيل النكبة، وهم: إميل حبيبي من الأراضي المحتلة عام 1948، معين بسيسو من قطاع غزة، وسحر خليفة من نابلس بالضفة الغريبة، وهو التقسيم ذاته الذي ذهبت للاستناد عليه مجددا في اختيار ثلاثة أدباء شباب من جيلها، أو ما يمكن تسميتهم بجيل ما بعد النكسة، وهم: علاء حليحل من الأراضي المحتلة 1948، وخالد عبدالله من قطاع غزة، وأنس العيلة من قلقيلية بالضفة الغربية.

في مذكرات السكاكيني أشارت الباحثة إلى أن حركة الكلمات كانت ملازمة لحركة البطل الذي قطع المسافة بين القدس ودمشق في أربعة أيام، وجاءت حركته على مساحة أربع صفحات، وهي حركة بدأت من القدس باتجاه العمق العربي.

لكن إميل حبيبي كانت حركة "بطله" في رواية المتسائل من لبنان إلى فلسطين، فيما كانت حركة معين بسيسو من غزة إلى القاهرة، غير أن حركة "بطل" سحر خليفة ظلت حركة داخل الوطن، اقتصرت على المسافة بين القدس ونابلس.

ورأت المحاضرة أن حركة السكاكيني كانت مفتوحة باتساع كامل الجغرافيا الفلسطينية، فيما تحددت حركة أبطال أدباء جيل النكبة بالجغرافيا المقتطعة من الوطن، لتصل إلى القول إن جيلها من الأدباء الشباب أصبح "عاجزاً" عن تحريك أبطال نصوصه الأدبية، إذ أن قراءة متأنية لنصوص أدباء جيل الثمانينيات والتسعينيات والعقد الأول من الألفية الثالثة، او معظم هذه النصوص تشير إلى "سكون" حركة الأبطال، وعدم قدرتهم على مغادرة المكان.

وتذهب د. شبلي إلى تقديم قراءتها الخاصة في هذا "الاكتشاف" لتقول إن قوات الاحتلال تسعى إلى تهجير المواطن الفلسطيني عن أرضه، فذهب الأدباء في حالة من ردة الفعل الطبيعية والواعية إلى تثبيت موقع أبطالهم على الأرض، في إشارة للتشبث بالمكان، مع منحهم قدرة صناعة الحدث، حتى وهم عديمي الحركة، إذ تميزت نصوص الأدباء الشباب بحركة الكلمات مع ثبات للشخصيات، ومثل هذه السمة لم تكن موجودة حسب رأي الباحثة في نصوص الأجيال السابقة لجيل الأدباء الشباب.

وفي مداخلة له أشار الناقد د.فيصل دراج إلى أن الاستناد إلى نصوص خليل السكاكيني ومعين بسيسو لم يخدم المحاضرة، لافتا أن أبطال الروائي جبرا إبراهيم جبرا هم في الغالب لا يتحركون، وأن مثل هذه السمة ليست حديثة العهد في الأدب الفلسطيني، لأن بعض الأدباء تعاملوا في نصوصهم مع المقدس وهو لا يتطور.

وأشار دراج أن الحركة في الكتابة تعني التاريخ، وأن حالة السكون هي عملية اغتراب وإحباط، وهو ما أشارت إليه الباحثة بالقول إن الفشل الذريع في العلاقة مع النص هو الذي دفعها للخوض في هذه القراءة، التي رآها بعض المتابعين، بأنها "قراءة غير مسبوقة".