جانب من المعرض.
جانب من المعرض.
جانب من المعرض.
جانب من المعرض.
جانب من المعرض.
بطاقة دعوة، حزيران 2001.
جانب من أفتتاح المعرض، حزيران 2001.
جانب من أفتتاح المعرض، حزيران 2001.
معرض
مائة شهيد – مائة حياة
بالتعاون مع مركز خليل السكاكيني الثقافي، رام الله

5 حزيران/ يونيو – 2 آب/ اغسطس 2001

تبلورت فكرة هذا المشروع في منتصف شهر تشرين أول (أكتوبر) 2000 بعد مرور أسابيع على انطلاق انتفاضة الأقصى. بالإضافة للفكرة الأولية تبلورت كذلك رؤية للمعرض التكريمي المصاحب له على أن يكونا مجردين في تصميمهما، وأن يؤكدا على قدسية الحياة، وأن يخاطبا بالأساس البصر والمشاعر. بالإضافة لذلك، حيث أن أحد أهداف المشروع كان استرجاع الشخصية المميزة لكل واحد من الشهداء، تم تحديد بعض الأسس لتنظيم المعرض وصياغة الكتيّب.

أولاً، أن يتم ترتيب الشهداء حسب أعمارهم، ثم أن يكون لكل شهيد مساحته الخاصة به التي تحوي صورته وإحدى ممتلكاته الشخصية. تخاطب هذه الأغراض الشخصية الزائر مباشرة، تتخطى الموت وتسترجع حياة، وذلك دون معيقات نصوص أو أدوات عرض منمقة. ونجح الفنان سمير سلامة  في تجسيد كافة المفاهيم في تصميم موحد للمعرض، وذلك خلال أسبوعين من العمل المكثف والشاق. استخدم صناديق عرض بلاستيكية شفافة تظهر شخصية كل شهيد. تعلو كل صندوق ورقة شفافة تحمل اسم الشهيد وصورة له بالأبيض والأسود. وللتأكيد على قدسية الأغراض المعروضة، قام بطويها بعناية وربطها بشريط من (الرافيا).

في الوقت ذاته، صمم الفنان شريف واكد الكتيّب، بحيث خصص لكل شهيد صفحيتن، وبين الواحدة والأخرى ورقة شفافة تغطي وجه الشهيد، تحاكي صناديق العـرض الشفافة. وللتعامل مع الألـوان المتعددة للأغراض الشخصية والصـور، قررت مصورة الكتيّب إيزابل دي لاكروز أن تصور الأغراض باللون البني (سيبيا) والذي أصبح فيما بعد اللون الموحد للكتيّب بأكمله.كما قامت كذلك باختيار الأغراض التي ستعرض، ثم قام الفنان سمير سلامة بالخيارات النهائية.  في البداية، كان من المخطط إدراج كل شهداء الانتفاضة في هذا التكريم، لكنه سرعان ما تبين أن أعداد الشهداء تتزايد.

وعليه تقــرر تحديد مجال التكريم بأول مائة شهيد، يمثلون كافة المناطق في البلاد بما فيها القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك المناطق الفلسطينية داخل الخط الأخضر. فتلقت كل واحدة من عائلات الشهداء رسالة شخصية توضح أهداف المشروع وقائمة منوعة من الأغراض الشخصية المطلوبة. ونشكر هنا المديرية العامة لرعاية أسر الشهداء التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، ومكاتبها في المحافظات التي زودتنا بقائمة الشهداء واتصلت بمعظم العائلات للحصول على المعلومات والأغراض. بالإضافة لذلك، عين مركز السكاكيني عدداً من الباحثين الميدانيين لجمع المعلومات التكميلية في بعض المناطق النائية.

كـان من المفترض أن تستغرق مرحلة إعداد المشروع شهراً واحداً ولكنها استغرقت في الواقع ثلاثة أشهر ونصف بسبب الحصار المفروض على المدن الفلسطينية، مما جعل الوصول إلى عائلات الشهداء عملية شبة مستحيلة. وعلاوة على الإغلاق فإن الألم الذي تعانيه هذه العائلات جعل من عملية جمع المعلومات أمراً شاقاً للغاية. واستغرق هذا الجزء من الأعمال التحضيرية الوقت الأطول من عملية الإعداد كلها، حيث أن المعلومات الجديدة ظلت محل بحث وجمع وإضافة وتدقيق، ثم خضعت النصوص لعملية تحرير وترجمة. ومع كل هذا، ما زال هناك بعض الشهداء الذين لم نحصل سوى على معلومات مختصرة جداً عن سيرتهم الذاتية. ونأمل أن نستكمل سيرهم في مرحلة لاحقة حيث أن هذا المشروع سيظل قيد التطوير.

افتتح المعرض في مركز السكاكيني برام الله في 20 شباط 2001 ، ولاقى إقبـالاً كبيـراً من الجمهور مما أدى إلى تمديده. كما حظي بتغطية إعلامية إيجابية واسعة محلياً ودولياً. وتم تحديد يوم زيارة خاص لعائلات الشهداء. ونحن بانتظار معرفة إذا ما كان الحصار سيسمح بنقل المعرض إلى بيت لحم، وغزة، والخليل، والقدس، ونابلس، والناصرة.. ويطمح المشروع، عند وصول الانتفاضة إلى غايتها، أن يشمل بقية الشهداء، ليعرض في متحف دائم، تخليداً لذكراهم. وما وراء القيود الحاليــة، فإن هذا المعرض التذكاري يشكل تكريمـاً رمزيـاً لكل الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم فـداءً للحرية.

عادلة العايدي