في إشارة إلى الفيل في الأمثال الدارجة، ومع تغيير بسيط، يدفعنا "جمل في الغرفة" لرائد ابراهيم إلى التفكير في المسائل الهامة غير الخاضعة للنقاش أو غير المعلنة. تهدف أعمال إبراهيم إلى تحفيز المشاهد من خلال المفارقات الساخرة، وذلك من أجل تسليط الضوء على مواضيع حسّاسة وتوليد نقاش حولها.
الجمل المعنيّ هو العنصر الذي لا يمكن للرائي أن يتجنّبه عند دخوله إلى البيت الأزرق. بعد أن استُمدَّ من أسطورةٍ روسيةٍ تعود إلى بداية القرن التاسع عشر، صار مثلًا دارجًا بسبب رواية الشياطين لدوستويفسكي؛ إذ حوَّلَ الفنّان إبراهيم "الفيل في الغرفة" إلى نسخةٍ عملاقةٍ من ألعاب الجِمال المخمليّة الوردية التي تتواجد في محال التذكارات في وسط البلد، مذكرًا إيّانا بأهمية أن نواجه بشكل مباشر قضايا الآن وهنا الملحّة.
في المبنى الرئيسي، يُبرز التركيب الفنّي المكوّن من أربعة أجزاءٍ هائلةٍ تأثير أحداث 9/11 العميق على وقتنا الحاضر، والتي أدّت إلى تبدّلٍ زلزالي واستقطاب سامٍّ في السياسة المعاصرة في العصر المسمّى "عصر الرعب". ومن خلال مداخلات فنّية بسيطةٍ حول التمثيل الرمزي للبرجين، يواجه الفنان سؤال "رعب من؟".
تُجسّد "دولة إسماعيل: لم الشمل" (2009 - مستمر)، الموجودة في الغرفة، دولةً متخيلةً وماهية ماضيها التاريخي عبر قطعٍ أثريةٍ مخترعة، واكتشافاتٍ أثريةٍ ملفقة، ورموز استقلالٍ مختلفة. ومع استمرار العمل، طلبات المواطنة في ازدياد. يطلب المركب المفصل من المشاهد أن يعاين بشكلٍ ناقدٍ الأدوات المستعملة في بناء التاريخ، والتعقيدات الناشئة نتيجةً لذلك.