تقدّم دارة الفنون أول معرض واسع لأعمال أملي جاسر من أعمال فيديو، وإنشاءات فنيّة، ومداخلات فنيّة، وأعمال صوتيّة، ومنحوتات، ابتداءً من عمل "Change/ Exchange" العام 1998، وحتّى "بدون عنوان" Solidaridad في العام 2013، يضم المعرض أعمالاً نادراً ما عرضت، إضافة إلى أعمال أيقونيّة تعرض معاً للمرة الأولى، منها عملان فنيّان "في الموقع" لم يتم عرضهما منذ أن أنتجا في العام 1999، وهما: "Everywhere/Nowhere"، و"من عمّان إلى بيت لحم" (بضاعة مهرّبة).
تتردّد، في المعرض الذي ينتشر في عدّة بيوت في الدارة، التعقيدات والتوتّر التي تتجلّى في أعمال جاسر. فمنذ بداية التسعينيّات، أنتجت أملي أعمالاً حول مواضيع التحوّلات، مسألة الترجمة، المقاومة، وعقليّة التوثيق. وعبرالوسائل الرسميّة المقيّدة، تظهر الفنّانة الحكايات التاريخيّة المهمّشة إلى الضوء، مع التركيز على سياسات وتاريخ وعلاقات هؤلاء الناس وقصصهم الاجتماعيّة.
ففي عمل "ex libris" بين (2012-2010) الذي أنتج لـ (dOCUMENTA (13، تخلّد جاسر ذكرى ما يقارب من 30 ألف كتاب نهبتها السلطات الإسرائيليّة من منازل ومكتبات ومؤسّسات فلسطينيّة في العام 1948. ولهذا المعرض، تعرض الفنّانة توثيقاً لعملها الفنّي الإنشائي "اليوم، هناك 4 ملايين منّا" (2002)، والذي يستعيد الجناح الأردني في معرض نيو يورك الدولي في 1946/56. أمّا "مطاراللد"(2009)، ففيلم تقع أحداثه في موقع مسمّى على اسم الشخصيّة منذ منتصف إلى نهاية الثلاثينيّات. استوحيت فكرة الفيلم من إدموند تماري، موظّف شركة نقليّات من يافا الذي تلقّى مهمّة أخذ باقة زهور إلى "مطار اللد" وانتظار أميليا إيرهارت والترحيب بها إلى فلسطين. والمداخلة الفنيّة "stazione" في العام (2009)، التي أنتجت لبينالي فينيسيا الثالث والخمسون، ومن خلالها تم خلق طريق مواصلات ثنائي اللغة عبر المدينة جعل لمدينة فينيسيا المرئيّة تاريخاً مشتركاً مع العالم العربي. وخلال هذه الأعمال، تعرض مختارات من أعمال جاسر التي عرضت على نطاق أصغر، وسكيتشات، ووثائق، عاكسةً تنوّع ممارساتها الفنيّة.
اقتبس عنوان المعرض من قصيدة لجيورجي كورسو كان قد ألقاها أمام جاسر عندما كانت تعيش في روما.
بعد افتتاح المعرض، سيتم نشر مطبوعة بالعربيّة والإنكليزيّة موضّحة بالصور والرسومات، مع مقال لعادلة العايدي-هنيّة.