في هذا اللقاء، تستعرض الفنانة إيمان حرم رحلتها البحثية التي تركز من خلالها على ميناء يافا وبياراتها كمدخل لمشروع الاستيلاء على فلسطين، في محاولة للبحث عن الحلقة المفقودة من جملة أسباب حمّى السيطرة على فلسطين وبرتقالها. ستتناول الفنانة مجموعة من الأسئلة والمراحل البحثية والتوثيقية المرتبطة بمشروعها "أم البرتقال، يافا" المشارك حاليًا في دارة الفنون ضمن المعرض الجماعي "نثرٌ من الجذور".
يعقد اللقاء باللغتين العربية والانجليزية.
في عام 1880، قدّر المستشارون الأمريكيون العاملون في يافا عدد الأشجار الحمضية فيها بأكثر من 800000 شجرة داخل المدينة وضواحيها. وصل محصول الفاكهة إلى ذروته خلال الربع الأول من القرن العشرين، مما جعل فلسطين ثاني أكبر مصدر للحمضيات في العالم بعد إسبانيا، حيث طالب كبير مسؤولي البستنة في الانتداب البريطاني في فلسطين حكومته ببذل كل الجهود من أجل الاحتفاظ بزراعة الحمضيات في يافا وتحسينها باعتبارها "أعظم مورد تمتلكه البلاد". قبل الحرب العالمية الأولى بفترة طويلة، خضعت كل فلسطين للدراسة والمسح والإبلاغ عن مواردها الطبيعية ومحاصيلها الزراعية. كانت يافا على وجه التحديد مدينة ذات ميناء استراتيجي على شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث كانت تعتبر "بوابة بلاد الشام"، كما أنها على مقربة شديدة من مصر وقناة السويس، مما جعلها في مرمى نيران القوى الاستعمارية التي كانت تستعد للانقضاض عليها بعد تقسيم الأراضي العثمانية.
إيمان حرم فنانة فلسطينية كندية متعددة التخصصات تتمحور ممارستها الفنية حول الصورة الفوتوغرافية كمحرّك أساسي في عملها البحثي. خلال العقد الماضي، أصبحت الصور الأرشيفية بالنسبة لإيمان بمثابة نقطة ارتكاز وتحفيز في رحلتها الاستقصائية. من خلال التعمق في قراءة هذه الوثائق البصرية والاستجابة لها بالتدخل أو الدعم البحثي بأشكال أخرى (نصية أو صوتية أو عبر الوثائق اللحظية أو غيرها من الأشكال).
تهدف إيمان من خلال ممارساتها الفنية إلى إلقاء الضوء على التواريخ غير المحكية التي طُمست أو تم التستر عليها ضمن المؤامرات الاستعمارية والاستيطانية بغرض النهب والسلب. عُرضت أعمالها ضمن فعاليات جماعية وفردية منها، دارة الفنون، ومهرجان الصورة عمّان، وفي دار الكلمة في فلسطين، وفي اسطنبول المعاصرة، وفي الدار العربية في مدريد، وفي مختبر Oboro للوسائط الحديثة، وفونديري دارلينغ في مونتريال، وضمن الدورة الثامنة لمهرجان المرأة الدولي في حلب وغيرها من الأماكن. أكملت ايمان دراستها في العمارة وتاريخ الفن، وتقيم حاليًا بين مدينتي مونتريال وعمّان.