معرض
على ضفاف نهر الأردن
فريدة حاماك، معرض بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي في عمان

آيار –  تموز ٢٠٠٧

في أغسطس 2005، وبدعوة من المركز الثقافي الفرنسي، زارت فريدة حاماك الأردن لإنجاز عمل فوتوغرافي يتناول نهر الأردن، ولكن بسبب الصعوبات التي واجهتها في الحصول على الإذن بتصوير ضفاف النهر، فقد قررت حاماك أن يتناول عملها  المنطقة المحيطة بالنهر، وهي "وادي الأردن".

وحول رحلتها هذه تقول حاماك: "خلال رحلتي الأولى، ذرعت الطرقات كثيراً دون أن أقوم  بالتقاط صور، فقد كنت بحاجة أولاً للانغماس في حياة الوادي، لأن أسكنه، لأن أتنسم عطره وتضيئني ألوانه". وفي فترات الإقامة التي تبعت هذه الرحلة، كانت حاماك دائمة التردد على الأماكن نفسها المحيطة بالنهر، وكان لقاؤها الأول بالنهر مخيباً للأمل، وهي تقول حول هذا اللقاء: "لقد بدا لي أن النهر لا يحيا إلا عبر ظلال الشجيرات في مياهه المائلة للخضرة.. عبر أغصان الأسل.. عبر الأوراق والظلال.. وعبر الصمت وغناء العصافير.. من النهر الأسطوري الذي جاء ذكره في الكتاب المقدس لم يبقَ سوى جدول خجول، شظايا صغيرة من مرايا محظورة، سلسلة لا زمنية من التفاصيل بعيدة عن الواقع".

ورغم ذلك، ظل الوادي بفتنته وسحره نقطة جذب للفنانة التي رأت فيه تأرجحاً دائماً بين العطاء الباذخ والاحتجاب.. بين غزارة الفيض والانمحاء.. وبين الجمال والألم.

وإلى جانب التأريخ للوادي ونهره المقدس، فقد اعتنت حاماك بتوضيح علاقة الإنسان المميزة بالمكان؛ البيت، الحقل والطبيعة المحيطة بالمطلق..  وتدور فريدة بعدسة كاميرتها المبدعة لتقول لنا إن النفع والجمال والثراء، ليست صفات في الشيء أو في المكان، بل هي نتيجة تقييم نوعي للأشياء والظواهر، يقوم على قدرتها على تلبية الحاجات النفعية والجمالية للإنسان. وهي تقول في ذلك: "ها أنا أحوم حول نهر الأردن، أنتقل من البساتين المحاذية للطريق العام إلى تلك الأبعد في عمق الوادي . الوادي الساحر المتناقض، المنطقة المحرمة ومخزن غلال الأردن، الوادي المعطاء المحكوم بالعزلة، والمثير للحيرة.

أتوقف في القرى..

أمعن التحديق في التفاصيل، كما لو كنت أريد للأمكنة أن تُسْلمني نفسها عبر لمسات خفيفة، فلا أصدمها. بتضييق الخناق على التفاصيل تتحرر نظرتي من قيود الخارج.

أعلم أنني لا أفعل شيئاً سوى العبور، وأن خطاي، ستعيدني غريزياً إلى ضفاف النهر".

متعلّقات