"إن واقعية رسومه ليست واقعية الكاميرا وإنما هي واقعية تعبيرية موجزة فيها الكثير من الاختزال الذي يضفي على المضمون كل قيمة اللوحة. وأما مائيات عزيز فتتميز بحيوية الأداء وعفويته، ففي موضوعاته عن الطبيعة تنتشر ألوانه حارة ومعبرة سريعة خاطفة، وليست فيها هذه الصرامة في محاكاة الواقع كما في صور البورتريت.. لأنه غير مطالب أو مضطر لإظهار شبه أو تشابه.. إنما هو يعبر هنا عن انفعاله بالطبيعة في حالة من التشبع بها، كما إنه لا يلجأ إلى إعادة صياغة هذه المحاولات السريعة بالألوان المائية -مرة أخرى- إلى مادة الزيت مثلا. ولعزيز أيضا مجموعات كثيرة من الرسوم الخطية المنفذة بقلم ذي سن رفيع، قلم الجدول، فيها نعومة ورشاقة، وهو يقوم بعمل نقاط كثيرة ومتجاورة بجانب بعضها البعض.. حتى تشكل مساحة مظللة بدلا من أسلوب التحبير، فهو يستعمل هنا الخط والتنقيط فقط كعمليتين مصاحبتين في تصوير شخوصه ونسائه مع بعض من الحروف الكوفية الرفيعة والتي تجئ معها كمزاوجة ومصاحبة في بناء الشكل الفورم، وكمقابل فيه شئ من الصلابة في مواجهة الخطوط اللينة التي تشكل أجسام النساء الجالسات القرفصاء في حزن وألم في حالة من المعاناة الذاتية والتي تعبر عن حالة من المعاناة الذاتية والتي تعبر عن حالة الانغلاق والارتداد نحو أعماق نفوسهن.
كما يجد المتابع لإنتاج عزيز مجموعة أخرى منفذة بالحفر على الزنك وفي أمريكا حاول عزيز أيضا القيام بتجربة الطباعة الحريرة (سلك سكرين) بلون واحد وبعدة ألوان".
عياد النمر