تعيش مدننا حالة دائمة من التغير وعدم الثبات؛ سلسلة متواصلة من عمليات التطوير وإعادة التطوير، ضمن حقائق هندسية مكانية وجغرافيا وجغرافيا حضرية متغيّرة نتيجة لسياسات الاستبعاد وفي سياق النزوح المكاني/ الاجتماعي. هذه الفراغات البينيّة، أو الهوامش، أو الفجوات، مبنية أو غير مبنية، هي نتيجة لممارسات التكوين المكاني المستمرة لمفهوم "التغيير".
يهدف هذا اللقاء إلى استكشاف مشاريع تعكس تلك الحالة اللحظية، وما يرتبط بها من إمكانات إبداعية فريدة ضمن تضاريسها العابرة، بالتركيز على تحديات إنشاء فراغات لاستيعاب حالتها المؤقتة، وتحتفي بوجودها اللحظي، كما بزوالها، وبقدرتها على التكيّف، من خلال تصاميم مبتكرة ومرنة، كالبناء الموديولير وتطبيق سياسات التكيّف وإعادة الاستخدام وتقليل هدر المواد، كما يؤدي التجريب الفني دورًا في تفعيل تلك المساحات المهمّشة من خلال الأعمال والتراكيب الفنية المؤقتة والتجارب التفاعلية، بهدف إنعاشها وإعادة تعريف مفهوم الفضاء العام، إذ يمكننا من خلال تبنّي فكرة الزوال أن نتحدى مفهوم الديمومة في العمارة ونستكشف إمكانات تشكيل وإعادة تشكيل المساحات الحضرية المتغيّرة.
يُعقد اللقاء باللغة العربية.
دينا حدادين: مهندسة معمارية وفنانة متعددة التخصصات. تتضمن اهتماماتها الفنية تقنيات متنوعة، من الرسم التقليدي والطباعة وفنون الأداء التجريبي والفيديو، إذ تهدف من خلال ممارستها إلى خلق أعمال متعددة الطبقات تستكشف قضايا مبنية على البحث حول الشمولية، أو عدم الثبات المعماري، أو الهوس بالقوة والخلود في جغرافيتنا الحضرية المتغيّرة.
أسست دينا شركة "ستوديو كين" للهندسة المعمارية. تحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية. وفي عام 2008، درست الفنون الجميلة من جامعة الفنون البصرية في نيويورك. حازت دينا على منحة "الصندوق العربي للفنون والثقافة" (آفاق) لعام 2015، وكانت إحدى القيّمتين على الدورة الأولى لأسبوع عمّان للتصميم، كما صممت التركيبات الفنية الرئيسة ومساحات العرض العامة للدورة الثانية من أسبوع عمّان للتصميم.
أقامت دينا خمسة معارض فردية، وعُرضت أعمالها في العديد من المعارض والبيناليّات العالمية. كما بيعت أعمالها لمعاهد وجامعي أعمال فنية عالميًا، عبر مزاد "كريستيز".