لم يتسنى للقصص والرسومات واللوحات في كتاب الأطفال "حسن في كل مكان" أن تكتمل أبداً، نتيجة الرحيل المأساوي للفنان حسن الحوراني في صيف العام 2003. الحكايات، اللوحات، والرسوم التي تركها وراءه، تأخذنا في رحلة مدهشة، وتدعونا للسفر عبر أزمنة وأمكنة مختلفة. ابتدع حسن شخصية عالمية تعانق الحياة، وعالم الطبيعة، وتغوص في التاريخ من دون خوف، وتجسد حكمة الرحالة الذي لا يستقر في مكان، وبراءة الطفل وغيرته. تتبنى شخصية حسن مبدأ التسامح والتوحد في مواجهتها مع العوالم التي تلتقي بها، داعيةً بذلك الصغار والكبار إلى الانفتاح على العالم، وإضفاء الجمال على كل شيء ،صغيراً كان أو كبيرا.

يتبنى حسن فكرة تقبُّل الآخر، ويضع أساطير جديدة حول زمننا المعاصر، لا تظهر من خلال القصص وحسب، بل تتجسد كذلك عبر الأشكال البصرية، ومن خلال ملامح الشخصية وحركاتها، وعبر الفضاءات والأماكن المختلفة في العالم. حسن يمتلك، أيضاً، حس الفكاهة، يُصادق الطيور، النحل، الأسماك في البحر والوحوش المخيفة. ورغم أن حسن يسافر، غالباً، وحده، إلا أنه يتخذ بيتاً له في كل مكان.

شخصية حسن تنتمي إلى واقعها المحلي؛ وهي أيضاً شخصية الرحّالة العربي، كما نراها في التراث. إنه شابٌّ جميل الملامح، يستمتع في كل مكان يجد فيه نفسه، سواء أكان مصرَ القديمة، أم سطحَ منزل في نيويورك. يركب حسن الأمواج، وتطعمه الطيور، ويطير على دراجته السحرية، يجلس على الأسطح، ينظر دائماً تجاه البحر فيرى العالم من خلاله. أخيراً، حرية الطيران ورحلات حسن في مشروعه "حسن في كل مكان"، لها صدى خاص بالنسبة لوضع الفلسطينيين الذين تعتبر مثل هذه الحرية بمثابة حلم لهم.نظم هذا المعرض من قبل مؤسسة خالد شومان – دارة الفنون، ومسرح البلد، ومؤسسة عبد المحسن القطان.