"من النادر بشكل عام أن تكتمل المجموعات الفنيّة لدى الهيئات أو البنوك أو الشركات أو الأفراد نظراً لظروف الاقتناء ذاتها، أو للفترات الزمنيّة، أو لعدم وجود تخطيط علمي أو لعفويّة الاختيار.

اقتربت مقتنيات البنك العربي من الخطة الناجحة للاقتناء من الأجيال المتتابعة للمبدعين المصريين منذ الرعيل الأول وحتى السادس، حيث نجد مجموعة الرعيل الأول والتي لا ينقصها إلا جورج صبّاغ ومحمود سعيد، وهما فنانان أعمالهما نادرة وليست مطروحة للتداول منذ زمن بعيد. أما أعمال الفنان الرائد حبيب جورجي فقد حظي البنك بثلاثة أعمال نادرة له (..).

يمتلك البنك ضمن مقتنياته الكبيرة أربع مجموعات لأربعة من كبار المبدعين تمثّل مركز ثقل كبيراً له أهميته. أولى هذه المجموعات هي مجموعة أعمال الفنان جمال السجيني، وعددها ثماني قطع من أروع إنتاجه الفني في النحاس المطروق والتماثيل البرونزيّة، والتصوير الزيتي. والمجموعة الثانية تتكوّن من ستة أعمال رائعة وكبيرة من الصورة الزيتية للفنانة تحية حليم، وواحدة مائيّة.

والمجموعة الثالثة تتكون من عشر لوحات بأحجام ضخمة للفنان يوسف سيدة رائد المدرسة الحروفيّة في مصر والعالم العربي. وبينهما جداريتان طول كل منهما ثلاثة أمتار وبارتفاع متر ونصف، وهي تجريدية تعبيرية.

أما المجموعة الرابعة فتضم سبع لوحات من أهم لوحات الفنانة إنجي أفلاطون المعروفة بتعبيراتها الاجتماعيّة.

هذه المجموعات الأربع تمثّل في نظري مركز ثقل كبيراً لمقتنيات البنك العربي، نظراً لأهميّة هؤلاء المبدعين من ناحية، ولقيمة أعمالهم الإبداعية الكبيرة في تاريخ الفن المصري من ناحية اخرى، كما أنها تعتبر مرجعاً هاماً للباحثين وللنقاد ولمؤرخي الفن.

مكرم حنين، المقتنيات الفنية للبنك العربي، رحلات مع الفنون المعاصرة في العالم العربي: فنانون معاصرون من وادي النيل، البنك العربي - القاهرة، 2000. مع أعمال لكل من: محمود مختار، يوسف كامل، راغب عياد، سيف وانلي، إنجي افلاطون، رمسيس ويصا واصف، تحية حليم، جمال السجيني، يوسف سيدة، آدم حنين، محمد عمر خليل، راشد دياب