وفي هذا المعرض (لقاءات في الماضي: كنوز للمستقبل) الذي يجيء بمبادرة من السيد خايوس سيخلتما سفير هولندا والممثل لرئاسة الإتحاد الأوروبي في الأردن خلال الثمانية عشر شهرا الماضية، يسر مؤسسة خالد شومان- دارة الفنون التي تبنت فكرته أن تقدمه انطلاقا من صميم رسالتها المتمثلة في نشر المعرفة في مجالات الفن والعمارة والآثار، حيث تتجمع فيه خبرات وعمل الشراكة الأوروبية الأردنية في حقل الإكتشافات الأثرية في الأردن على مدى خمسين عاما، وهو أول معرض يقام بهذا الزخم وبهذا الاتساع الذي يضيء نصف قرن من العمل في مجالات المسح، الحفريات، الترميم وتطور وسائل البحث في مجال الاكتشافات الأثرية. وهو في الوقت نفسه يلتقي مع هذا التاريخ الذي تحتضنه دارة الفنون والآثار الموجودة فيها والمتمثلة في الكنيسة البيزنطية المبنية على معبد روماني، وقد عثر في المكان على نقش يحمل اسم الإله هرقل وآخر يذكر اسم القديس جرجس، وهناك بعض الدلائل التي تشير إلى أنه أصبح ينسب للخَضر في عهد الإسلام، بما يشير بحكمة إلى مسيرة الحضارات وترابطها، وإلى ذلك المباني التاريخية الثلاث لدارة الفنون والتي تشكل جزءا معماريا أصيلا وحضاريا من تاريخ الأردن وذاكرة حية لتطورات كثيرة في مجالات العمارة والسياسة والآداب.

سهى شومان

رئيسة مؤسسة خالد شومان - دارة الفنون