معرض
فلسطين والأردن ١٥٠٠ – ١٩٠٠
لوحات، ليثوغراف، فوتوغراف، كتب رحلات و اطالس من مجموعة هشام الخطيب الخاصة

شباط/ فبراير – ايار/ مايو ٢٠٠٥

ثلاثون عاماً عمرُ هذا السعي المتواصل الذي انطلق ذات يوم في السبعينيات من القرن الماضي، وتواصل بعد ذلك مدفوعاً بحب المكان وحب الفن معاً، لقد عاش الدكتور هشام الخطيب في مدينة القدس زمناً طويلاً، وارتبط بالمعنى الثقافي والحضاري العميق لهذه المدينة المقدسة، كما ارتبط وعايش جيداً تفاصيل المكان وجمالياته، وهكذا غدا بحثه عن اللوحة بحثاً عن تجليات المكان فيها، كمـا أصبح بحثه عن تجليات المكـان بحثاً عن تجليات حضوره في العمـل الفني.

من القدس بدأت دائرة اهتمامه، ومنها اتسعت لتشمل بقية مناطق الأراضي الفلسطينية، وصولاً إلى مصر وبخاصة الجانب الإسلامي العثماني من تاريخها، ومدينة البتراء التي تشكل مجموعة الأعمال الفنية المستوحاة منها والمعنية بها جانباً مهماً من هذه المقتنيات.

في هذه المجموعة النادرة تلتقي الصورة الفوتوغرافية مع اللوحات المائية والزيتية والليثوغراف والغرافيك والكتب الفنية والوثائق والمخطوطات والخرائط، وقد لعبت معرفة الدكتور الخطيب الدقيقة بطبوغرافية المكان دوراً كبيراً في اكتشافه لأعمال فنية مهمة لا يدرك قيمتها المقتنون الآخرون. و لعلّ هذه المعرفة وعمله الدؤوب على تطوير فكرة التخصص لديه وإغنائها بالمتابعة المستمرة والبحث العميق هما ما يضع هذه المجموعة في مكانها اللائق بها.

ولا بد بهذه المناسبة من الحديث عن مسيرة الدكتور الخطيب الإنسانية والعملية وتعدد ينابيعها فهو سياسي ومفكر خبير اقتصادي عالمي لدى عدد كبير من الدول والمؤسسات الدولية، وقد شغل عديد من المناصب، فقد كان وزيراً للتخطيط ووزيراً للمياه ووزيراً للطاقة في عدد من الوزارات الأردنية، وتتجاوز خبرته 44 عاماً من العمل والتعامل مع مختلف شؤون التنمية العربية والتكنولوجيا والطاقة والبيئة العالمية والتطور الاقتصادي والاجتماعي في العالم العربي والدول النامية. وهو أيضاً خبير بتاريخ القدس والديار المقدسة، وله عدة مؤلفات أهمها مؤلف عن فلسطين ومصر في الفترة العثمانية يوزع في جميع أنحاء العالم، كما ساهم بأكثر من مائة مقالة محكمة في مختلف المؤتمرات والمجلات العلمية والعالمية، كما أنه الآن رئيس للجنة الإدارة في منتدى الفكر العربي ونائب الرئيس الفخري لمجلس الطاقة العالمي، ورئيس أو عضو في عديد من مجالس إدارات مؤسسات ودراسات الشرق الأوسط والتكنولوجيا والبيئة والتنمية الدولية والعربية ومنها لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة للأمم المتحدة، واتحاد علماء العالم، وجمعية دراسات تاريخ الشرق العربي، ويعتبر من العلماء القلائل غير الأمريكيين المنشورة سيرتهم الذاتية في كتاب "رجال وسيدات العلم الأمريكي". و لذلك ليس من الغريب أن يحمل أوسمه رفيعة من الأردن وأندونيسيا وإيطاليا والنمسا والسويد والفاتيكان.

إن الأهمية البالغة لمجموعة الدكتور هشام الخطيب الفنية تكمن في غناها وتنوعها النادر، وحجمها الكبير، وقيمتها الفنية والحضارية والتاريخية أيضاً، باعتبارها وثائق نوعية في مجالها تؤكد خصوبة المكان ببشره وعمرانه وحياته اليومية الحافلة بالحركة عبر الزمان.

من هنا يأتي احتفاء دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان بهذا المشروع الأصيل الذي كّرس له الدكتور هشام الخطيب كل اهتمامه وجزءاً طويلاً من حياته، إيماناً منها بالدور الكبير الذي يلعبه المقتني في الحفاظ على الأعمال الفنية النادرة وحمايتها باعتبارها جزءاً أصيلاً من تاريخ أمته على المستويين التاريخي والفني.

متعلّقات