أقيم حفلَ توقيع كتاب "فنانات فلسطينيات: الأرض ، الجسد ، الرواية" الذي يعرض بشكل مصور وشامل أعمال 41 فنانة فلسطينية ، يتجاوز اختيارهن الحدود الجغرافية والجيلية للنظر إلى دورهن الحيوي في مشهد الفن الفلسطيني.
ويستهل الكتاب الذي يبتعد عن أن يكون أنطولوجيا ، بمقالة تحليلية تناقش بعض العوامل التي قد تكون أثرت في صقل التجربة النسائية ، محاولة سبر النظريات التطبيقية التي تسعى بدورها إلى الكشف عن ثراء الفن النسوي. ويتطلع الكتاب إلى دراسة أكبر عدد من الفنانات الفلسطينيات ، من محترفات وناشئات ، وقد خصص للحديث عن كل واحدة منهن أربع صفحات تتضمن سيرة قصيرة وصوراً لأعمال كل واحدة منهن ، وهو ما يكشف عن أن أعمالهن تشترك معاً بارتكازها على نقطة مرجعية أساسية هي القضية الفلسطينية ، وحتى في تلك الأعمال التي تطغى عليها التجريدية تظل هناك إشارات رمزية لفلسطين تتسرب وتتغلغل في عمق العمل.
وتضمن الحفل كلمة لمحررة الكتاب ومنظمة المعارض والمدير الأكاديمي الحالي للأكاديمية الدولية للفن في فلسطين ريم فضة. ويذكر أن "فنانات فلسطينيات" ، الصادر باللغات: الإسبانية والإنجليزية والعربية ، هو باكورة سلسلة منشورات "الحوش" التي تعالج العديد من مظاهر الفن والثقافة البصرية في فلسطين.
الفنانة روان شرف مديرة حوش الفن الفلسطيني قالت في كلمتها حول الكتاب وحوش الفن الفلسطيني: نحن هنا في دارة الفنون لاشهار كتاب"فنانات فلسطينيات ، الأرض ، الجسد ، الرواية"وكون هذا الكتاب هو الاصدار الاول لحوش الفن الفلسطيني ، كان لا بد وان يكون الاستهلال بتقديم كتاب يلقي الضوء على موضوع ذي أهمية عالية ويقدم الفن النسائي الفلسطيني بصورة متكاملة ويعطي الفنانات الفلسطينيات حقهن في التقديم التحليلي والنقد ، مضيفة ان حوش الفن الفلسطيني هذا الاصدار كخطوة حيوية على طريق طويل نحو تحقيق مهمته ، فمنذ تأسيسه قبل ثلاث سنوات عمل من نشاطاته المتمثلة ببرامج المعارض المتنوعة والورشات الفنية وعروض الافلام والبرامج الاخرى على تحقيق وترجمة مهمته الرئيسية في جمع الفنون الفلسطينية المرئية والحفاظ عليها وترجمتها وتفسيرها والترويج لها ، وهذا الكتاب هو نتاج لبحث اكاديمي شامل ومطول ، تم من خلاله بذل جهد مركز من التعريف بالدور الحيوي الذي لعبته الفنانات الفلسطينيات ولالقاء الضوء على مساهماتهن المميزة في إثراء المشهد الفني الفلسطيني.
وألقت مقيمة ومحررة الكتاب ريم فضة من الاكاديمية للفن الفلسطيني كلمة في حفل التوقيع قالت فيها: ما الذي يبقي الفلسطينيات في الظل ، رغم مشاركتهن الجادة في المشهد الفني ومساهمتهن في التأسيس له؟ ومتى سيتم دراسة هذا الانتاج الناتج عن جهد واضح لتسيلط الضوء على ابداعاتهن الفنية التي تشع موهبة واصالة وابتكار ، ذلك ما نحاول معالجته في هذا الكتاب ، من اجل تركيز النظرة على مشاركة الفنانات التشكيليات ، في ظل وجود حاجة لدى الفنانين والمثقفين للتعرف بشكل مركز وشامل على الدور النسوي في الفن منذ البدايات الاولى للنهضة الفلسطينية التي انطلقت في الربع الاخير من القرن التاسع عشر.
وأضافت قائلة: لقد مثلت الفنانة زلفى السعدي فلسطين في المعرض العربي الوطني الاول في العام 1933 في القدس ، ومعنى ذلك ان شكلا من البينالي او المهرجان الفني كان موجودا في فلسطين ، التي لم تكن مجرد دولة مشاركة بل كانت البلد المضيف لهذا الحدث ، والذي يدل على ان فلسطين كانت منتجة للفن ، لدرجة تتويج ذلك بعقد مهرجان عربي على ارضها.
أشارت قائلة: في بدايات هذا البحث ، تمكنا من جمع قائمة بأكثر من 110 فنانات فلسطينيات ، ولم يقتصر العدد على اللاتي يعملن كفنانات محترفات ، بل ايضا شمل الفنانات اللواتي تلقين تدريبا رسميا ودرسن الفنون وعرضن اعمالهن مرة واحدة على الاقل ، إن هذه القائمة لا تنتهي اذا ما عددنا المئات ممن تخرجن من مؤسسات فنية محلية ودولية ، ونأمل أن يخدم هذا الكتاب كمرجع بصري لنتاج الفنانات الفلسطينيات اللاتي حملن عتاق ثقافتهم الفريدة .