مقدمة
تعزف السيدة في الدور الأول مقطوعة موزارت الأولى. تعيد عزفها كل يوم في الساعة السابعة مساء. يتحسن أداؤها بشكل مذهل وسريع... كنت أظنها تريد قتل مللها ومللنا، إلا أنها غير مكترثة بوجودنا. هي تتعلم شيئاً جديداً تماماً وهذا واضح من أدائها الممل. أما في الشباك المقابل فإن ذلك الشاب استنفذ سوائله كلها من أجل رشحة الدوبامين اليومي(مشهد صامت). أحدهم في الشباك العلوي يبدو عليه القلق والانتظار وقد دخن كل شركة بويبلو للسجائر. هو ينتظر انتهاء الحالة المؤقتة لنهاية العالم. نافذتي تطل على كل هذه الاماكن الخاصة، و تسمح لي بالتلصص المستمر … البشر يحاولون التعاطي مع الصدمة بفعل أشياء يحبونها. هم غير منتجين. وبعضهم يريد العودة إلى عالم يفهمه...
...
"كتب جون مينارد كينز في ورقته اقتصاد لاحفادنا ليطمئن الناس من تداعيات الانهيار الاقتصادي في ١٩٣٠ قائلاً عن ملكته أنها (استثمرت السيدة اليزابيث في شركة المشرق- التي ازدهرت. ومن أرباح شركة المشرق العربي، تأسست شركة الهند الشرقية؛ و أرباح هذا المشروع العظيم كانت أساس الاستثمار الأجنبي اللاحق لإنجلترا) لغير العالِم. هذه هي الشركات التي سخرت مدن وأجساد حول العالم لخدمة ما أسماه كينيز اقتصاد لاحفادنا...
سنمر سويا على بعض المدن والاجساد المستَعمرة وأنظمة السيطرة عليها التي خرجت ملتحفة بخطاب الصحة العامة وما بعد الوباء- مدن مثل الخرطوم ولاغوس. كيف صُممت و نسبة لأي وباء برر ذلك التصميم؟ و كيف استخدمت خطابات الصحة والنظافة العامة من أجل السيطرة على أجساد العمال.
سوف نعاين بعض الوثائق والخرائط هنا وهناك، كمكان للتفاكر حول الأجساد المنتجة والمدن المنتجة، من اقتصاد كينيز وفورد إلى اقتصاد هال فارين ومارك زوكربيرج. ماذا سيفعلون بأجسادنا؟ وكيف ستبدو أشكال المقاومة …
سأشارككم أسئلة بحثي وتخيلاتي التي طورتها أثناء إقامتي في دارة الفنون وأنا في منزلي في برلين من ضمن مشروع إنترنت الأشياء… وكذلك بعض من "اللامنتج" الذي أحبه."
الورشة من تيسير أحمد عصام الدين كجزء من مشروع إقامته بعنوان "مقاومة الجذمور: من فائض القيمة إلى الفائض السلوكي."