استكمالاً لسلسلة المعارض التي تستكشف، عبر مجموعة خالد شومان الخاصّة، تاريخ الفن في المنطقة اليوم وتتقصّى العلاقة بين الفنون التشكيليّة والتحوّلات السياسيّة والتاريخيّة ومخاطبتها للفنون الأخرى من أدب وموسيقى وسينما. وبعد أن أطلقناها بمعرض "طقوس الإشارات والتحوّلات (1975 – 1995)"، نعلن عن الجزء الثاني والأخير في السلسلة بمعرض "أحياء في البحر الميّت (1995 – 2015)". الذي يستلهم عنوانه من رواية الكاتب الأردني مؤنّس الرزّاز عندما كتب روايته "أحياء في البحر الميّت"، والذي يقدّم من خلالها شهادة مهمّة- قد تكون قاسية- حول واقعنا العربي في عصر ما بعد الاستعمار الذي نعيشه حتّى الآن.
يرصد معرض "أحياء في البحر الميّت (1995 – 2015)" تطوّر الفنون العربيّة المعاصرة في نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين، وتوثيقها للنتائج السياسيّة والاجتماعيّة التي تراكمت خلال الفترات السّابقة، وارتباطها بالإنتاجات الأدبيّة والموسيقيّة والسينمائيّة.
تجاوبت الإنتاجات الفنيّة والثقافيّة مع الأحداث التي دمغت الفترة 1995 – 2015. فبينما بدت الخمس سنوات الأولى من هذه الفترة خالية من الأحداث المحوريّة، كانت تهيّئ في الوقت نفسه لعصر سيغيّر العالم كما عرفناه. فاندلعت الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية العام 2000. وبدأت "إسرائيل للجدار الفصل العنصري (2002- حتى الآن)، والهجوم على مبنيا مركز التجارة العالمي في نيويورك العام 2001، واحتلال العراق العام 2003. ثم سلسلة الاغتيالات في لبنان وتفجيرات عمّان العام 2005، والحرب الإسرائيليّة على لبنان العام 2006 وعلى غزّة العام 2008، وثم الربيع العربي العام 2011 ونتائجه التي نعيشها حتّى الآن خاصّة في سوريا. غيّرت هذه الأحداث مسارات أشخاص ودول وعوالم، وغذّت، في نفس الوقت، ممارسات فنيّة مختلفة لرصد التحوّلات التي نعيشها الآن.
يستعيد معرض "أحياء في البحر الميّت (1995 – 2015)" محاولات التحرّر هذه في الفنون التشكيليّة، والكتب، والإنتاجات البصريّة والسمعيّة كتأكيد على دور الفنون وارتباطها بتاريخنا الفرديّ والجمعيّ.
فمثّلت تلك الفترة بداية انتشار الوسائط الجديدة في الفن من فن الفيديو والتجهيز الفنّي، إلى التصوير الفوتوغرافي والفن المفاهيمي، بما يسمّى بـ"فن ما بعد الحداثة" والتي بدت محاولات لفهم العالم، ثم التعبير عنه سواءً بالالتصاق بالقضايا المحوريّة، ومنها القضيّة الفلسطينيّة والتحرّر العربيّ، أو بإثراء النقاش العملي حول جماليّات عصرنا الجديد.
فنانون من مجموعة خالد شومان الخاصة: أحلام شبلي، أسونثيون مولينوس غوردو، آمال قناوي، بثينة علي، بوراك ديلير، جايمس ويب، جمانة عبّود، رائد ابراهيم، رندا ميرزا، رولا حلواني، ريم القاضي، سهى شومان، صلاح صولي، عادل عابدين، عبد الحي مسلّم، عدنان يحيى، عريب طوقان، فلاديمير تماري، محمد الحواجري، معتز نصر، نداء سنّقرط، هراير سركيسيان، وائل شوقي، وليد رعد (مجموعة أطلس).
كما تعرض أعمال من مجموعة خالد شومان الخاصّة في المساحات الخارجيّة لكل من: أملي جاسر، جيل فونتوليه، حمدي عطيّة، ريّان تابت وهاني علقم.
الصورة: عبد الحي مسلم، "القدس تنادي"،2008.