يحاول سعيد نسيبة، في هذه المجموعة من الصور الفوتوغرافية، التعبير عن الهالة المهيبة الغامضة التي تحيط بالمسجد الأموي في دمشق، والمسجد الأقصى في القدس. وبتركيزه على الأثيري المتمثل بسطوع النور وانحجاب الظلال، مفضّلاً ذلك على الشكل المعماري وزمنه التاريخي، فإن نسيبة يصوّر هذين المسجدين لا على أنهما أثرين باهتين لمرحلة زمنية مضت، بل بوصفهما مقاييس حضارة مجيدة. والمسجدان اللذان شُيّدا لتأدية شعائر التقرب المتسامي إلى الله، تنبع منهما طاقة مشعة، وهما يمتلكان قيمة معمارية تتضح من خلال صور نسيبة. في "تجربة متواضعة لحفظ ما مضى"، تسعى صور نسيبة لأن تخلّد ذكرى شعوب مضى زمنها، وأن تكون شعلة مضيئة تلهمنا بما يمكن تحقيقه إذا قمنا بتخليد هذا الإرث المعماري. وهكذا، فإن "روحانية وحداثة في مسجدين أمويين" هو نتاج عمل نسيبة في: "صراعه لاستنطاق التَّنزيل في بلاد الشام".
ولد سعيد نسيبة في سان فرانسيسكو. وهو مصور فوتوغرافي محترف، يوازن بين متطلبات العمل الفني ومهمّته التجارية. وقد استمر بمزاولة عمله التصويري الذي بدأه منذ كان في الثالثة عشرة. أقام المعرض الأول لأعماله الفوتوغرافية في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة سنة 1986، إذ عرض صوره التي التقطها لوادي رم وللحياة الرعوية لعشيرة الحويطات. أصدر نسيبة سنة 1996 كتاباً بالإنجليزية والفرنسية بعنوان "قبة الصخرة"، وهو يضم صوراً أبدعها نسيبة لفسيفساء الجامع الأموي التي زُيّن بها في القرن السابع الميلادي. وقد عُرضت الصور في دارة الفنون سنة 2002. ويقوم نسيبة الذي حصل مؤخراً على زمالة عليا من فولبرايت، بجولات في بلاد الشام متتبعاً الإرث الجمالي للعصر الأموي في المنطقة. وهو يتنقل حالياً بين عمّان ودمشق وسان فرانسيسكو.