يناقش المستشار الثقافي في دارة الفنون الدكتور فيصل درّاج قضيّة "المدينة، وطبائع أهل المدن"، ضمن اللقاء الثقافي الشهري، وذلك اليوم الثلاثاء في الساعة السادسة بالمبنى الرئيسي في دارة الفنون.

ويتحدّث درّاج حول مفهوم المدنيّة من حيث التساؤل عن اختلافه كمكان عن غيره، كالقرية والريف مثلاً. إذ ربما يكون الحديث عن الفرق بين المدينة والقرية أمراً مألوفاً، وأوسع منه حديث عن الاختلاف بين المديني والريفي. والمقصود بذلك اختلاف في السلوك ونمط الحياة، يعطف ابن المدينة على مرافق الدولة ، ويستبقي للقروي الزراعة وبساطة العيش وشيئاً من البراءة والنقاء. متحدّثاً عن جوهر المدينة من التعددية المختلفة التي تسكنها: تعددية المهن والوظائف والطبقات والجماعات والفئات والاجتهادات الفكرية والمدارس الفنية، ... فلا وجود لعقل مديني بصيغة المفرد، ولا لحياة مدينية لا يمزقها الاختلاف والتباين والصراع، ... بل أن هذه التعددية تسكن مفهوم: الجمهور، الذي يصير، في شكله المديني: جمهوراً فنياً، جمهوراً سياسياً، جمهوراً دينياً، جمهوراً أدبياً، وجمهوراً رياضياً.