تبحث هذه المحاضرة في كيفية تحول قوة العمل وبشكل متزايد إلى مقياس حياة شامل وشمولي. القياس السياسي-الحيوي والتعبئة السياسية والاقتصادية للحياة البشرية كحامل لقوة العمل يمثّل نقطة الانطلاق العنيفة للحداثة الرأسمالية. تُقاس الحياة وتُثمّن باستمرار في المجتمعات التي يتخذ فيها إنفاق قوة العمل وتبادلها وإنتاجها وإعادة إنتاجها على هيئة سلعة باعتبارها قيمة اقتصادية أو "عملًا مجردًا" (ماركس)، في حين تبقى قوة العمل (القدرة على الإنتاج بالمعنى الرأسمالي الاقتصادي) غير قابلة للقياس، إلا أنه يمكن قياس إنفاق قوة العمل على أنها عمل محدد ووقت عمل. يصبح الوقت مقياسًا للحياة إذا كان الاقتصاد كله هو اقتصاد الوقت في الحالة الأخيرة، وعلى العكس من ذلك، تُمسي الحياة مرتبطة بالقيمة التبادلية لقوة عملها. في الرأسمالية، يمكن للمال ابتياع وقت العمل؛ ومع ذلك، الوقت ليس المال. علِقَت الحياة بعد اعتماد نظام العمل المأجور بين تبادل مستحيل للوقت مع المال ورأس المال. العمل الحيّ فان؛ رأس المال ميّت-حيّ. هذا التفاوت منتِج، وفي الآن ذاته محكوم بالفشل. في نهاية المطاف، تفشل الرأسمالية في قياس واقتصاد "لا-مقياسية" الحياة. تناقش هذه المحاضرة استمرارية هذا الفشل وكيف تؤقِّت ورطة رأس المال المنهجية ذاتها على أنها أزمة دائمة.
سامي خطيب فيلسوف ومُنظِّر ثقافي. درّس سامي في جامعة برلين الحرة وأكاديمية جان فان ايك في ماستريخت والجامعة الأمريكية في بيروت وأكاديمية الفنون الجميلة في فيينا. يشغل حاليًا منصب باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة لوفانا في لونبورغ. تتركز اهتماماته الرئيسية في النظرية النقدية والنظرية الجمالية، وهو مؤلف كتاب "الغائيّة بلا نهاية: تشويه والتر بنيامين للمِسيانية" (2013).
الصورة : أضواء المدينة،لازلو موهولي ناجي، 1926.