تقدم دارة الفنون معرض "ثلاثة فنّانين ثلاثة أجيال" لبادي دلّول، وزياد دلّول، ومها مأمون. كلّ واحد منهم ينتمي لمرحلة مختلفة في مسيرته. يبرز المعرض مزجًا ما بين الأساليب الفنيّة الخاصّة بكلّ فنان، حيث يتّبع كلّ واحد منهم طريقه الخاص مسائلًا السرديّات السائدة، والتاريخ، والذكريات.
بادي دلّول (مواليد 1986)، تخرّج من الكليّة الوطنيّة للفنون في باريس عام 2015، وتشمل أعماله النصوص، واللوحات، والفيديو، وتركيب الأشياء. يجمع في أعماله ما بين الخياليّ والحقيقيّ، ويسائلهما، إضافة إلى مساءلة كيفيّة كتابة التاريخ. في إنشائه الفنّي "بلدٌ بلا باب ولا نافذة" (2019/2016)، الذي يحتوي على مئتي لوحة صغيرة داخل مجموعة من علب أعواد الثقاب، والمعروض في البيت الأزرق، تشكُّلُ عناصره جميعًا خطًّا زمنيًّا يحتوي على كثير من الفجوات، بحيث يُبرزُ مناحي الحياة اليوميّة المختلفة للحرب في سوريا.
زياد دلّول (مواليد 1953)، هو أحد فنّاني سوريا الرائدين، ويعيش في باريس منذ الثمانينات. أعماله الفنية هي لوحات، ومحفورات طباعية. مستخدمًا عناصر ومواضيع من الطبيعة ليُعيد تشكيل انعكاسات الذاكرة وليطرح تساؤلات على الطبيعة نفسها بمقاربة فلسفية تطمح إلى فتح نوافذ بين الداخل والخارج، المرئي واللامرئي، المعيش والمتخيل. أنجز دلّول لهذا المعرض، عمَلًا تحت عنوان "السماء واطئةٌ، والبحر عميق" (2019)، وهو لوحةٌ رباعيّة بطول خمسة أمتار ونصف، تُبرزُ تراجيديا من أربعة أجزاء تتحدث عن المأساة الإنسانية الواقعة بسبب الحرب الدائرة في وطنه سوريا. يُعرَض العمل في المبنى الرئيسيّ.
مها مأمون (مواليد 1972)، تعيش في القاهرة، وتشتغل بشكل رئيسيّ باستخدام وسائطَ تعبير مثل النصوص، والفوتوغرافيا، والفيديو. تهتمّ في تحرّي شكل، ووظيفة، ورأسمال الثقافة السائدة، إضافة إلى الصور والرموز الفنيّة والرقمية. يُعدّ إنشاؤها الفنّي "القهّار"، المعروض في المبنى الرئيسيّ، تعليقًا مبطّنًا على الشرور العظمى والمبتذلة للبيروقراطيّة. يُلقي فيلمها "سياحة داخليّة (الجزء الثاني)"، والمعروض أيضًا في المبنى الرئيسيّ، نظرةً فكاهيّة، إلا أنها فكاهةٌ سوداء، نحو كيفيّة استخدام الأهرامات على امتداد تاريخ إنتاج السينما في مصر لتعكس، أو تُشكِّل، السرديّات الشخصية والرسميّة للتاريخ.
الهامش: بادي دلّول. بلدٌ بلا باب ولا نافذة (2019/2016).