تحاول دينا عمرو من خلال أدائها الصوتي "يجري الوقتُ في مختلف الاتجاهات_يجري الماءُ من خلالي"، استكشاف تقاليد الاستسقاء في السياق الفلسطيني، ومفهوم التغلّب على الزمن، من خلال الموسيقى والإرث الصوتي. يتمحور عملها حول الأداء الفنّي والارتجال باعتبارهما وسيلتان لمجابهة تحنيط  الطقوس الصوتيّة الفلسطينية. يستحيل تكرار أو استنتساخ الأداءات الفنّية، خصوصًا إن اعتمدت بشكل رئيسي على الارتجال. تستخدم الفنانة تلك المعرفة لتوظيف الارتجال الصوتي بوصفه وسيلة لتناقل المعارف حول الموسيقى الفلسطينية، ولإثبات أن الموسيقى أرشيف حيّ وليس مخزونًا ميّتًا.

تتموضعُ العناصر الجوهريّة للأداء الصوتي في العديد من تقاليد التغلّب على الزمن. تضمّ الفنّانة صوتها إلى صوت تسجيلات لنساء قابلتهنّ، في أداء فنّي تغنّي فيه الفنانة برفقتهن فعليًّا ومجازيًّا، لتجابه بذلك فكرة اندثار تلك الأغاني اللواتي يغنّينها والمعجزات اللواتي يتحدّثن عنها. إلى جانب ذلك، تضيف الفنانة إلى العمل كتاباتها ومؤلّفاتها الموسيقية، مما يدمج أصوات النساء المسنّات مع الكتابة والارتجال في هذا الأداء، واللذان يَتِمَّان بطريقة فريدة لا يمكن تكرارها. يتمحور هذا العمل حول أبحاث الفنانة عن الاستسقاء في فلسطين، وهو تقليد يجابه أفكار حتميّة تبدّل المواسم، ويمنح للمستسقين سلطة التحكّم بالمستقبل وبالمصادر المتاحة للقرى مستقبلًا. يمثّل هذا العمل الأدائي امتدادًا/ختامًا لإنشاء دينا عمرو الفنّي في المختبر.