أونلاين - لقاء
غداً، (لن) يكون الشعر بيت الحياة
صبا عناب

الثلاثاء 29 حزيران 2021 | 6 مساءً بتوقيت عمّان

في إجتماع لمجموعة من الفنانين الطليعيين في مدينة ألبا الأيطالية عام 1956، قدّم كونستانت نيوينهويس (1920-2005) محاضرة بعنوان "غداً، سيكون الشعر بيت الحياة" أعلنت إنطلاق مشروعه الأهم "بابل الجديدة". كان هذا الإجتماع أساسياً في تكوين مجموعة الأممية الموقفية ومركزها الفكري المنظِّر غيي ديبور، وسيكون التعاون بين كونستانت وديبور بعدها أساساً لتطوير مفاهيم الوحدوية الحضرية التي تشكّل نقداً لكليّة المجتمع الرأسمالي والحداثة وتخطيطها العمراني. من خلال هذه المفاهيم، تبرأت المجموعة من الممارسات المعمارية والتخطيطية الحديثة، كونها تصبّ في صالح الأيديولوجية الرأسمالية وتخدم أغراضها. يعدّ مشروع "بابل الجديدة" المشروع الأكثر طموحاً في هذا الإطار رغم بقائه حبرًا على ورق. تخيل كونستانت من خلال هذا المشروع  الذي استمر 20 سنة معنى الفضاء العادل كفضاء للّاعمل صُمِّم للترحال والبداوة. أتت هذه المحاولات ضمن أخرى كثيرة لمجموعات فلسفية وراديكالية مختلفة لتفكيك معضلة السَّكن كمفهوم فلسفي بطريقة غير مباشرة، واستحالته كنتيجة حتمية للتغريب الذي رسَّخته الحداثة وعمارتها. يُستخدم مبدأ "العرضية الوقتية" مقابل خطيَّة الزمن الرأسمالي الذي التزمت به هذه المجموعات كإطار لقراءة مفهوم زمني راديكالي آخر: "المؤقتيات الدائمة".

كيف ننظر لفلسطين كبناء معرفي من خلال المؤقت الدائم كموقع يسائل المستقبلية ويكشف الغيابات، ومن جهة أخرى إلى "الحداثة ونقدها" من نفس الموقع، كونها لحظة استعمارية مكثفة تولِّد غياب الأولى باستمرار؟ ماذا يبقى من السَّكن والبناء عندما نسكُن المؤقتيات؟ أو في اللجوء والنفي؟ ماذا يحدث للمؤقت في تحوله المستمر للدائميَّة؟

صبا عناب (م. 1980) مهندسة معمارية وفنانة وباحثة حضرية. درست صبا الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، 2004، وفي عام 2014 ، حصلت على الزمالة البحثية الزائرة التي بدأها Studio X Amman. في عام 2018 ورد اسمها على القائمة الطويلة لجائزة الأكاديمية الملكية دورفمان للهندسة المعمارية. في عام 2019، شاركت عنّاب في تأسيس مجموعة OPPA المعمارية البحثية.

تستكشف أعمال عنّاب الحالات المعلقة بين الزمانية والديمومة من خلال البحث والتصميم ورسم الخرائط وصنع النماذج والنحت، وهي مهتمة بالمفاهيم المتغيرة للسكن والبناء وآثارها السياسية والمكانية والشعرية في اللغة والعمارة. تشمل معارضها الأخيرة النسخة السابعة والخمسين من معرض كارنيجي الدولي، متحف كارنيجي، بيتسبرغ، 2018 ؛ بينالي الهندسة المعمارية في أورليان، فراك سنتر-فال دي لوار، أورليان، 2017؛ بينالي مراكش، مراكش، 2016. أما معارضها الفردية فتشمل Station Point ifa-Galerie، برلين، 2019؛ الرّحالة، المرفأ، بيروت، 2016؛ لا- شيبز لاند، دارة الفنون، عمّان، 2011. تعيش عنّاب وتعمل بين عمان وبيروت.

الصورة: مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين المدمر بعد إزالة الأنقاض، 2009. بإذن من الكاتبة.

متعلّقات