تُعتبر الحرب الحالية على غزة، بحسب خبراء، من أكثر حروب التاريخ الحديث فتكًا وتدميرًا، حيث تجاوزت أعداد الشهداء وضحايا التشريد ما قام به الاحتلال الإسرائيلي خلال النكبة عام 1948 - على يد "الجيش الأكثر أخلاقية" في العالم.
"لن نرحل" هو عمل تركيبي قائم على النصوص للفنانة سهى شومان حول الحرب التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وما ينتج عنها من حملات تعتيم وإسكات للفنانين والنشطاء الثقافيين حول العالم. وهو مشروع فني تتكشف تفاصيله في مساحة المختبر، بهدف أرشفة وتوثيق اللحظة الراهنة، وفضح الخطاب الإجرامي الذي دفع الكثيرين إلى وصف هذه الحرب بأنها إبادة جماعية.
يُركز التركيب على الحرب على غزة باعتبارها لحظة من مسار المشروع الاستعماري الاستيطاني وحربه المستمرة منذ أكثر من 75 عامًا، وفي تحدٍ واضح للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
كما يُسلط هذا العمل التركيبي الضوء على الدعوات الصادمة التي أطلقها جنرالات إسرائيليون لـ "إزالة الفلسطينيين عن الوجود واقتلاعهم وتدميرهم"، و"تصريحات قادة جيش الاحتلال خلال الفترة من 1948 إلى 2023" التي تتضمن إنكارًا لوجود الفلسطينيين وتنعتهم بأقبح الصفات. كما يُقدم التركيب توثيقًا لأسماء فنانين ومنسقي معارض ونشطاء ثقافيين وصحفيين تم استهدافهم أو إسكاتهم أو تهديدهم كنتيجة لتضامنهم ودعمهم للحق الفلسطيني، أو بسبب اتخاذهم مواقف ضد قمع الصوت الفلسطيني. بالإضافة إلى توثيق أسماء المواقع الثقافية والأثرية والتراثية التي تعرضت للتدمير في غزة خلال الحرب الأخيرة.
كما يتضمن التركيب فيديو لمحاضرة للمؤرخ والباحث وليد الخالدي حول تاريخ النكبة، وكتاب "فلسطين الشهيدة"، 1921-1938، الذي يوثق الفظائع التي ارتكبتها القوات البريطانية والصهيونية ضد الفلسطينيين، وقصيدة "عابرون في كلام عابر"، للشاعر، للشاعر محمود درويش التي تؤكد معاني الصمود الفلسطيني، ويتردد صداها بعبارة "لن نرحل" المكتوبة على جدارن منزل مُدمَّر في غزة، بما تعكسه من إصرار وثبات في مواجهة محاولات المحو المستمرة.
يُمثّل هذا التركيب دعوة للمؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم للتضامن مع فلسطين، وللعمل معًا على إيصال الأصوات الفلسطينية، ولتلبية نداء الفنانين الفلسطينيين، ولمشاركة الموارد لإتاحة فرص أكبر للتعبير عن رفض الجرائم الوحشية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني. كما أن هذا التركيب هو الأول ضمن سلسلة من الأعمال الفنية والبرامج واللقاءات وورش العمل والفعاليات التي ستساهم في إثراء البعد التوثيقي، بالتعاون مع فنانين ومنسقي معارض ونشطاء ثقافيين وباحثين ومؤرخين.