يمثل عمل حليم الكريم رد فعل الفنان تجاه تجاربه وملاحظاته حول الاضطرابات المستمرة التي تعصف ببغداد، منطلق كريم الفني هو إسقاط خارجي لذاته الداخلية وتعبير عن يقظته الروحية. يقدم هذا المعرض سلسلة من اللوحات الثلاثية، ملامح الوجه فيها مبهمة، بعضها لشخوص معروفه وأخرى عبارة عن لقطات فوتوغرافية وأعمال فنية أو مصنوعات مختلفة من وطنه الأم. هوية الشخوص في أعماله غير مهمة، إذ استخدم كريم التصوير الفوتوغرافي المبهم الملامح كدلالة منه على وعد الحرية الذي لم ينفذ. في سلسلة الأعمال بعنوان "شاهد من بغداد"، يظهر الفنان عدم وجود شاهد مجهول في زمن الحرب، أعين الشخوص في السلسلة ثاقبة النظر كمثيلاتها من المنحوتات السومرية القديمة، تشهد أن الوجوه وإن كانت مبهمة الملامح إلا أنها حية وعلى دراية تامة بما يدور حولها. الأعمال المعروضة شاهدة على العقلية المدنية دائمة التطور في عراق اليوم.