"ترتّب علي كمستشار فنّي للمؤسسة أن أهيئ البرنامج الخاص بالفن التشكيلي بما يتلاءم والبرنامج العام (1990 - 1992). وآثرت أن يكون موعد حلقاته يوم الخميس من كل أسبوع. كما أخذت بعين الاعتبار أن يشتمل على مواضيع تتعلّق بل تؤسس (للثقافة الفنية التشكيلية) بما ينسجم والفكر المعاصر، تلك الثقافة التي لم تعد لتخص الفنان فحسب، بل وتتعداه إلى جمهور المشاهدين للأعمال الفنية، والكتاب والصحافيين، والنقاد والجماليين على السواء. وتلك نظرة جديدة في معنى الفن، وهم من هموم المثقف في العالم أجمع، بمعنى أن العمل الفني لا ينتجه الفنان المنتج له فحسب، بل يشاركه فيه كل من له علاقة به، وحتى ما يمنحه (الأثر الفني) نفسه بعد استقلاله عن الفنان من معطيات جديدة. وبعبارة: أن (خطاب) الفنان التشكيلي يكمله تأويل المشاهد له، فلم يعد هناك من (ملقي) و(متلقي)، بل (أثر فني) أنتجه الفنان وبقي موضوعاً تجاه المشاهد فحسب. كما آثرنا أن نسلط الأضواء على أهميّة الأثر الفني ذاته. وذلك لأن مشروعنا في الثقافة الفنية يؤمن بأن معنى الفن هو كل ما ( يتقاسمه المرسل والمرسل إليه والرسالة)".
شاكر حسن آل سعيد
بمشاركة : ماجد السامرائي ،فيرا تماري، تيسير بركات، نبيل عناني، خليل رباح، سليمان منصور، رافع الناصري، علي طالب، د.جورج الصايغ، د.خالد خريس، جمال بدران، حسين دعسة ، عبد الرؤوف شمعون، د.خالد حجازي، محمد ابو زريق، غسان مفاضلة، حاتم صكر، د. وجدان علي، د. علي الغول، مي مظفر، د. طارق مظلوم، د. احسان فتحي، د. ابراهيم النجار، شاهدة النعيمي.
نشرته: دارة الفنون - مؤسسة عبد الحميد شومان، 1995.