افتُتح في دارة الفنون معرض الفنان المصري معتز نصر الذي يضم أعماله "الصدى"، "أب وابن" فيلم فيديو آرت، و"القلق" وهو صور فوتوغرافية يتكون من ثلاث طبعات فوتوغرافية مشغولة بتقنية طباعية شمسية خاصة وعملاً إنشائياً بعنوان "صنع الإنسان" وهو تركيبة جديدة مكونة من تماثيل جدارية ومزدوجات فوتوغرافية. وتُصَوِّر رجالاً وخيولاً تبدو خاضعة متماثلة تتبادل الأدوار، وأقنعة تستبعد احتمال الرؤية والكلام. وينتقل تركيز الفنان هنا إلى بعد سياسي، مُؤكداً عجز الإنسان عن الارتباط بنظام الدولة السياسي بشكل مُحدَّد وفاعل.

أبدع الفنان المصري معتز نصر ومايزال يبدع أعمالاً فنية، ذات مظاهر متنوعة، لخمسة عشر عاماً، مقيماً معارض في جميع أنحاء مصر وأحياناً في الخارج. ولكن بينالي القاهرة الدولي الذي أُقيم سنة 2001، مثَّل قمَّة اندفاعه. ففي تلك الخلوة النادرة في هذا الجزء من العالم، ركَّب نصر قطعة عنوانها "أذن من طين، وأخرى من عجين"، وخرج من البينالي يحمل الجائزة الكبرى. وبعد بينالي القاهرة حاز نصر جائزة وزارة الثقافة في بينالي "داك آرت"، الذي اُقيم في العاصمة السنغالية دكار، عن تركيبه المعنون "الماء". وشارك في بينالي فنيسيا (2003)، بتركيبه الذي شمل 4000 طبلة، كجزء من مشروع الراعية المصرية جيلان توادروس المعنون "خطوط خاطئة: الفن الأفريقي المعاصر والمناظر الطبيعية المتغيرة". وفي شهر أيلول الحالي، أصبح نصر واحداً من عربييّن فقط عرضا أعمالهما في بينالي ساو باولو، البرازيل، وهو من أكثر المعارض الفنية الدولية إقبالاً في العالم.

يتعامل "الصدى" وهو عمل فيديو مع المجتمع المصري بالتحديد. ففيه، يعود نصر إلى مشهد من فيلم يوسف شاهين "الأرض" (1969) القائم على رواية عبد الرحمن الشرقاي التي تحمل الاسم نفسه، حيث يُوبِّخ شخصية الفيلم الأساسية، أبو سويلم، زملاءَه الذكور على لا مبالاتهم في وجه الاحتلال البريطاني والركود الاقتصادي في سنة 1933.

وتأخذ معالجة نصر للذكورة شكلاً أكثر حميميَّة في "أب وابن"،وهو أيضاً عمل فيديو يُعرض على شاشتين. يقول نصر "إنه عمل يدور حول العلاقة بيني وبين أبي. يبلغ أبي من عمره خمسة وثمانين عاماً، ولد سنة 1919، وأنا أتحدث معه حول كيفية ترعرعي رجلاً في هذا المجتمع، وعن علاقته بأمي، وكيف كان تحكميَّاً جداً في المنزل، بطريقة دكتاتورية.

أقام نصر معارض عديدة في كل في "تاون هاوس" في القاهرة، و"أرت فزيفا" في نابولي، و"أرت كونتنوا" في سان جيميناينو، جاليري فلكي الجامعة الأمريكية في القاهرة، مصر مركز الفنون الجميلة، القاهرة، مصر. "أفريكا ريميكس" مركز بومبيدو، باريس، فرنسا. بينالي الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، متحف كريستالو، كولي، إيطاليا، وغيرها كثير.