تفتتح دارة الفنون ضمن برنامجها "فلسطين الحضارة عبر التاريخ" عدداً من المعارض الفنيّة التي ترصد وتقدّم بدايات وتطوّر الفنون في فلسطين.
تتناول جمانة إميل عبّود في معرض "الرمّان والغول النّائم" ذاكرة فلسطين الثقافيّة مفاهيميّاً وجماليّاً ومشاهدها عبر سلسلة أعمال استلهمتها من الفولكلور الفلسطيني بمخلوقاته الخياليّة وعيون مائه المسحورة.
توضح رسومات الفنانة المقيمة في القدس، والمنحوتات التي صنعت من خشب شجر الزيتون التي أنتج بعضها خصيصاً للعرض في دارة الفنون، الوحوش والمخلوقات الخياليّة مع المواقع التي سكنتها. مشجّعةً إيّانا على نسج حكايانا الخاصة من هذه العناصر.
يتوسّط المعرض إنشاء فيديو من ثلاث قنوات بعنوان "مسكونة" أنجز بالتعاون مع المخرج عيسى فريج، وبدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون. يستند الفيديو إلى مقال بحثي عن عيون الماء والكهوف والآبار المسحورة أنجزه عالم الأجناس والطبيب د. توفيق كنعان. وأثناء بحثها، اكتشفت جمانة وفريج أرضاً محتلّةً على مستويات عدّة مجرّدة من الحكايات. لكن يلتقط الفيديو ذاكرة هذه المشاهد التي لا يمكن إسكاتها رغم تفتيتها: في كل غصن شجرة تتمايل، في كل مياه تتموّج، تتذكّر الأرض وتدعونا وتسحرنا لاستعادة أعضائنا المفقودة.
استلهمت الفنّانة عدد من الحكايا التي عرفتها في طفولتها لإنجاز الأعمال في المعرض، بينما عرفت بعضها الآخر لأوّل مرة، كحكاية الرمّان والغول النائم، والتي تروي قصّة بحث رجل عن الرمّان السحري الذي ينقذ زوجته من العقم.
وعبر العودة إلى هذه الأساطير والمخلوقات السحريّة التي حيكت ضمن الهويّة الفلسطينيّة، وعبر حياكتها في سياق العلاقة الحاليّة مع الأرض، تأخذنا جمانة معها في رحلة لإعادة استكشاف الذاكرة الجمعيّة، ومسائل الفقد والتفتّت، والتوق المتكرّر للم الشمل مع الحكايا ومواقعها.