بالتعاون مع الرواة للدراسات والأبحاث ومهرجان حكايا، يقام في دارة الفنون عرض حكايا حول التهجير الفلسطيني ضمن معرض "قول يا طير" الذي يعرض حاليّاً تقدّمه كل من سالي شلبي (شلبية الحكواتية) وحمزة العقرباوي وسيرين حليلة على الناي وغناء سحر خليفة اشتيوي.

عرض الحكايا سيستخدم بعض الروايات الشفوية، التي تمَّ توثيقها ضمن كتاب "ذاكرة حية"، الذي أعدَّته وحرَّرته د. فيحاء عبد الهادي؛ رواية "محمد القاضي"، المهجَّر من قرية كوكبا-غزة، وأقام في مصر حتى رحيله عام 2015، ورواية "رشيدة فضيلات"، التي هجِّرت من عراق المنشية-غزة، وتقيم في مخيم البقعة-الأردن،  كما يستخدم حكاية "جفرا"، التي وثَّقتها د. فيحاء، عام 1998، ضمن مشروع توثيق "أدوار المرأة الفلسطينية منذ الثلاثينيات".

"روت الجفرا/ رفيقة حمادة" - المهجَّرة من الكويكات، والتي أقامت في لبنان حتى رحيلها - حكايتها طفلة، وشابة وكهلة. تحكي عن معاناتها الخاصة، حين جرى تزويجها طفلة، ثم تحدثت عن فاعلية النساء، في دعم الثوار في الجبال، أيام الانتداب البريطاني، وعن رحلة تهجيرها القاسية، عام 1948 إلى لبنان، ثم عن معاناتها في الشتات. من خلال الرواية؛ برزت شخصيتها الآسرة القوية، وقدرتها على البناء، ونضالها العنيد ضد عوامل القهر الشخصية والعامة. في حديث الراوية؛ اختلطت الأسطورة بالواقع، والماضي بالحاضر، بشكل جميل أخّاذ:

"ما زالَتْ جَفْرا/ تُصبِحُ في صَبْرا/ تَلْعَبُ في دَنُّون،

تُمْسي في الْكُوَيْكات/ تُحاوِرُ النُّجوم".