حاصل على زمالة دارة الفنون
عدي المحسن

عدي المحسن باحث في درجة الدكتوراه في جامعة مينيسوتا

 حول المسألة الفلسطينيّة: ثقافات وأداءات الوطنيّة بين الهيمنة والتنافسيّة

"التأويلات الراهنة للتاريخ والهوية الفلسطينية مقيدة بنفوذ سرديات سطحية تعجز عن تجسيد الطبيعة التصادفية والمتنوعة للهوية الفلسطينية. كما أن الكتابة التاريخية بتفاديها للمناحي الجمالية واليومية – التي تعقد السياسة وتتحدى هيمنتها المزعومة - تكبح جماح هذا التنوع الهوياتي وتعوقه. من هذا المنطلق، يطمح مشروعي التاريخي والنظري إلى تسليط الضوء على التعدد الثقافي والأدائي لفلسطين والفلسطينيين والهوية الفلسطينية. 

بالتحديد يهدف المشروع إلى إعادة فهم الهوية الفلسطينية عبر دراسة تعبيراتها وأداءاتها كما تجسدت ضمن الفضاء الثقافي والسياسي للأردن ما بين العامين 1967 و1971. تحتل السنوات القليلة التي تبعت النكسة وسبقتها مكانة خاصة في التأريخات الثقافية والسياسية للهوية الفلسطينية نظراً للتجارب الراديكالية التي ميزت تلك الحقبة. بالمحصلة سيقوم مشروعي بتغطية الصراعات حول الذات الفلسطينية وتتبع المساعي لترسيخ خطابات الهوية الفلسطينية بين المناهج الشيوعية والوطنية والبعثية والمستقلة من خلال معاينة وسائل كالكراسات واللوحات والملصقات والرسائل. جوهرياً، يحاول المشروع الغوص في أعماق التعبيرات الثقافية والأدبية والفنية للهوية الفلسطينية بعيداً عن أبعادها السياسية البحتة. فهذا التدوير للعدسة التاريخية نحو الجمالي والثقافي ومظاهر الحياة اليومية يعيننا في تفكيك تعقيدات الهوية الفلسطينية بزواياها المختلفة وافرازاتها الدنيوية. 

في النهاية، بالرغم من استفادة مشروعي من التأريخات السياسية والاجتماعية للهوية الفلسطينية فإنه يسعى لتخطي مواطن ضعفها من خلال تبني منظور متعَدّد الاختصاصات يمزج بين البحث التاريخي والتحليل الثقافي. هدفي إذن هو إنجاز تاريخ للهوية الفلسطينية يشمل الوجدان الوطني الفلسطيني بطيفه العريض والممارسات الثقافية الفلسطينية بوفرتها المفرطة. لذا عوضاً عن تصور الهوية الفلسطينية ضمن مجازاتٍ ضيقة سأبرهن أن نمو تلك الهوية كان حصيلة عملية تاريخية تصادفية شملت محفلاً من التجاذبات الفكرية والالتواءات الميديولوجية والمناورات الجمالية."

-عدي المحسن، 2016

متعلّقات