فنان
أملي جاسر

روما، 1972. تقيم وتعمل بين رام الله وروما.

يزيد: حينما أستذكر مشروع "الرياض" (2010) الذي شاركنا فيه معاً ضمن الدّورة الثّانية من معرض المدن الذي حمل عنوان " رام الله الأكثر فتنة؟ "، أرى من الشّيّق أن نحلّل كيف عَمِلَ تاريخك المهنيّ ومبادرتك بالفعاليات والمشروعات وتشكيل الشّبكات في فلسطين على دفع أعمالك إلى البحث في علاقة الإنتاج الثّقافيّ بالسّياسات المكانيّة والزّمانيّة ومُحاكاتها للمواجهات الاستعماريّة المستمرّة حتى الآن في فلسطين. وبوسعي النّظر إلى عملنا على أنّه إخلال متكرّر بالبُنى المؤسّساتيّة والحيّز عام والتّاريخ، فهو يبني لوحات تُثير تخيّلات جديدة في الأذهان وتُجابه الهويّات السّائدة والمنظّمة التي ينسب الناسُ أنفسهم إليها. ولا يسعني إلّا أن أسألك: ما هي طبيعة العلاقة بين مشروع "الرّياض" وممارستك الفنيّة السّابقة والحاليّة؟

آملي: لنتحدّث تحديداً عن الأعمال المعروضة في دارة الفنون، فمن الجليّ أنْ ثمّة ارتباط وطيد بين مداخلتنا كفنّانين وكل من أعمال "بطاقات أعياد الميلاد" و"طوابع إسرائيليّة مستقبليّة" و"اليوم، هناك أربعة ملايين منّا" و"السامي السكسي"، فكلّ عمل من الأعمال المعروضة هناك يمثّل مداخلةً في منظومة قائمة من البُنى ودخولاً في أطر قد لا يكون قصدُ الإخلال بها واضحاً في البداية لأنّها تستخدم البُنى عينَها. وأظنّ أنّه من الواضح أنّ عمليّ "السّامي السكسي" و"بطاقات أعياد الميلاد" هما الأوثق ارتباطاً بعمل "الرّياض" بسبب النّهج الذي اتبعته فيهما، كما أنّهما الأقرب إليه أيضاً من حيث الجمهور والأفكار التي يعالجانها. ففي عمل "بطاقات أعياد الميلاد" سعيت إلى استعادة صورة بيت لحم البعيدة عن الضّجيج والدّعاية التّجاريتين، فصمّمت بطاقات معايدة بالميلاد وطبعتها ثمّ ذهبت إلى متاجر حيث أضفت بطاقاتي إلى البطاقات المعروضة للبيع واضعةً إيّاها على شاكلة جميع البّطاقات الأخرى. فاستملاكي شكل بطاقات الميلاد وصيغتها كان وسيلة للتّسلّل إلى دورة تبادل يوميّة اعتياديّة ونشر معلومات تصل جمهوراً عريضاً (هم المتبضّعون الغافلون) متحايلة في الوقت عينه على أنماط نشر المعلومات المنظّمة (كالصّحافة والإذاعة ومحطّات التّلفزة) التي تصل الجماهير بعد الرّقابة والتّحوير. وأشعر أنّ عمل "الرّياض" كان محاولة لفعل الأمر ذاته ولكن باستخدام شكل لوحات الإعلانات الكبيرة المعتادة للمشروعات الإسكانيّة كتلك التي تحيطنا في رام الله. وكانت السّخرية التي وظّفتُها في "بطاقات أعياد الميلاد" حاضرة أيضاً في مشروع لوحات الإعلانات. ويكمن وجه شبه آخر بين هذه الأعمال في تلويثها الحيّز عام أيضاً، فعمل "السامي السكسي" على سبيل المثال كان القصد الأوّل منه "تلويث" قسم الإعلانات الشّخصيّة في الجريدة.

مقطع من 'جماليّات الغياب' حوار بين يزيد اناني وآملي جاسر
كتالوج معرض أملي جاسر: "نجمة بعيدة بعد النّظر عن عيني، وقريبة قرب العين منّي
دارة الفنون - مؤسّسة خالد شومان، 2015

آملي جاسرعضو مجلس دارة الفنون الاستشاري.

متعلّقات