"الرؤية الفلسفية التحررية في الفن العربي المعاصر"
في أطروحته للدكتوراه في الفلسفة بعنوان "الرؤية الفلسفية التحررية في الفن العربي المعاصر" يعمل خلدون حجازين على بلورة دراسة ظاهراتية تبحث في تفاعل الفنانون من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط مع التحديات الاجتماعية والسياسية والاستعمارية التي لا تزال تؤثر على واقعهم المعيش. ومن هذا الباب، تسلط الدراسة الضوء على الأسس الفلسفية الجمالية والممارسات الفنية التي من خلالها ينشط الفن كأداة ثقافية تحررية للمقاومة والصمود. بالاستناد إلى مفاهيم فلاسفة علم الجمال مثل والتر بنيامين، وثيودور أدورنو، وجورجيو أغامبين، وجاك رانسيير، إلى جانب نظريات نزع الاستعمار من الجنوب العالمي للمفكرين أمثال عبد الله العروي، وعبد القادر الجابري، وليلى أبو لغد، ورونالدو فاسكيز، والتر مينولو - يستقصي هذا البحث خارطة الفنون المعاصرة التي تهدف الى تنمية الوعي التحرري وإعادة إنتاج الإرث الثقافي والمعرفي في المنطقة.
في هذا الإطار، تستكشف الدراسة مدى فاعلية الفن في فتح مسارات مستقبلية للتحول الاجتماعي والثقافي في المنطقة من خلال كل من الأشكال الفنية التقليدية والوسائط الفنية الحديثة، مع التحليل النقدي لممارسات القيّمين وآليات تقديم المحتوى الفني في المساحات الثقافية الحاضنة لمثل هذه الفنون. من خلال التحليل الفلسفي والبحث الميداني، تهدف الدراسة إلى بناء إطار منهجي في علم الجمال يجمع بين نظرية الفن وفكر ما بعد الاستعمار والممارسة الإبداعية، بما يمكنه ان يخدم ويساهم في البحث النظري والممارسات الإبداعية في الفن العربي المعاصر.
خلدون حجازين هو فنان تشكيلي أردني ومدير ثقافي، يعمل حاليًا مديرًا للبرامج الفنية والثقافية في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، ويحاضر في كلية الفنون والتصميم، الجامعة الأردنية. في عام 2014، حصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من SMFA في جامعة Tufts الأمريكية، ويكمل حاليًا درجة الدكتوراه في الفلسفة في كلية الآداب في الجامعة الأردنية. يعمل خلدون كمستشار ثقافي لأكثر من عشر سنوات مع مبادرات ومؤسسات مختلفة في الأردن والخارج. وأقام معارض فنية شخصية في كل من عمان ودبي، إلى جانب العديد من المعارض الجماعية وورش العمل وبرامج التبادل الفني على المستويين الإقليمي والدولي.