(السّياسات الثقافيّة في ظل الاستعمار الاستيطانيّ في فلسطين (عنوان مؤقت

يهدف البحث إلى فهم تطور السّياسات الثقافية في ظل الاستعمار الاستيطاني في فلسطين، مع التركيز بشكل خاص على التطورات منذ نشأة وزارة الثقافة الفلسطينيّة في عام 1994. حيث يستكشف البحث تعريف ودور السياسات الثقافية وأهميتها في هذا السياق، ويدرس تأثير الغياب المستمر للسيادة وتقرير المصير والاستقلال عليها. وتسلّط الدراسة الضوء على نوع السياسات والأطر أو الآليات التي تم اعتمادها ويمكن استخدامها بشكل استراتيجي من قبل الجهات الفاعلة في السياسات الثقافية لتعزيز الثقافة في فلسطين والشتات، كما وتسلّط الضوء على مفهوم الصمود الثقافي كعنصر حيوي في الهوية الفلسطينية والصمود.

وفي هذا السياق، يستكشف البحث بشكل نقدي العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية التي شكلت مشهد وضع وتنفيذ السياسات الثقافية الفلسطينية، بما في ذلك التحديات الكبيرة التي تمثلها عواقب الاستعمار الاستيطاني. ولدعم هذا التحليل، سيقوم البحث بتقييم كل من المؤسسات الثقافية الحكومية في فلسطين والمنظمات الثقافية غير الحكوميّة البارزة في فلسطين والشتات، ودورها في تطوير وتنفيذ السياسات الثقافية الفلسطينية. 

يسعى هذا البحث إلى معالجة فجوة في الأدبيات الحالية من خلال استكشاف العلاقة بين الاستعمار الاستيطاني وصنع وتنفيذ السياسات الثقافية. وذلك من خلال استخدام النظريات الناشئة من السياسة العامة والدراسات الثقافية، كما ويهدف إلى تقديم رؤى قيمة حول إمكانية السياسات الثقافيّة في دعم المجتمعات التي تعيش في ظل نظام استعماري استيطاني. ويطمح البحث إلى تعزيز فهمنا للعلاقة ما بين السّياسة الثقافية والاستعمار، لا سيما وأنه يتعامل مع القضايا المعقدة التي ينطوي عليها تطوير وتنفيذ السياسات الثقافية في فلسطين. وعلاوة على ذلك تطبق هذه الدراسة هذه النظريات على الممارسات والإدارة الثقافيّة في سياق استعماري، حيث قد تلعب السياسات الثقافيّة دورًا مهمًا في تعزيز الصمود. 

ياسمين فقهاء باحثة وفاعلة ثقافية من فلسطين تمتلك خبرات مهنية في القطاع الثقافي ومجال البحث التنموي. وهي حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الفنون من جامعة كارنيجي ميلون Carnegie Mellon University في الولايات المتحدة.  وتسعى للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة مانشستر University of Manchester في معهد الممارسات الثقافية، مع التركيز على السياسات الثقافية والاستعمار الاستيطاني في فلسطين. ركزت تجربتها المهنيّة الأخيرة كمديرة أبحاث في العالم العربي للبحث والتنمية (أوراد) على إدارة المشاريع البحثيّة المتعلقة بالنوع الاجتماعي والتمكين الاقتصادي والشباب وحماية الطفل والنسويّة والثقافة وغيرها من المشاريع التنموية في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي المجال الثقافي عملت فقهاء مع العديد من المؤسسات الثقافية الفلسطينية في مجال تنمية الموارد والتخطيط الاستراتيجي، وإدارة مشاريع فنية متعددة بما في ذلك مركز خليل السكاكيني الثقافي، ومتحف جامعة بيرزيت وكلية الفنون والموسيقى في جامعة بيرزيت وأكاديميّة الفن المعاصر في رام الله، ومحترف شباببك للفن المعاصر في غزة. كما شاركت فقهاء في البحث حول الفنون والإعاقة في فلسطين والأردن ولبنان لمشروع الإعاقة تحت الحصار مع جامعة برمنغهام في بريطانيا. وعملت كمساعدة بحث رئيسية في النسخة العربية من كتاب "الفن الفلسطيني المعاصر: الأصول، القومية، الهوية" للكاتبين بشير مخول وغوردون هون.