ختاما لاحتفالاتنا بعيدنا الثلاثين، افتتحنا في بيت البيروتي "المتحف: فن عمارة آثار"، والذي يجسّد رحلتنا على مدى ثلاثين عامًا لمبادرتنا بمشروع ثقافي يدعم الفن والفنانين العرب المعاصرين، ومساهمتنا في الحفاظ على التراث المعماري والحضاري للأردن.
لقد أصبح شعار "فن عمارة اثار" على مر السنين رمزا لدارة الفنون، أما موقعنا المطل على قلب مدينة عمان، فهو الوحيد الذى يضم اثار تاريخية ومباني تراثية جنبا إلى جنب في مساحة تعد اليوم واحة للفنون، قامت لتحتضن الفن ولتوفر منبراً حيوياً متجدداً للفنانين العرب المعاصرين.
فن
تستعرض غرف المتحف المخصصة للفن، التسلسل الزمني لجميع المعارض التى أقمناها منذ العام 1988، وذلك من خلال عرض لافتات هذه المعارض. وفى ثلاث غرف إضافية، نتذكر في معرض رمزى 25 فنانا رحلوا، ونعرض عملا لكل منهم من محتويات مجموعة خالد شومان.
عمارة
أما غرفة المتحف المخصصة للعمارة فهى تروى قصة المباني الستة التي يعود تاريخها إلى العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي والتى تم ترميمها عبر السنين لتصبح مقرا لدارة الفنون. وقد أسهم ترميمها في إحياء ارث الذين عاشوا فيها والذين ساهموا في بناء الأردن الحديث. وقد شيد هذه البيوت عائلات أردنية وفلسطينية وسورية ولبنانية وهى تقف اليوم شاهدا على تاريخ مدينة عمان وتاريخ بلاد الشام المشترك.
آثار
أما غرفة المتحف المخصصة للآثار التى تقع في حديقة دارة الفنون، فيعرض فيها رسم لخارطة آثار لكنيسة بيزنطية يرجع تاريخها للقرن السادس أقيمت فوق معبد رومانى. عثر في الموقع على نقش يحمل اسم الإله هرقل وآخر يذكر اسم القديس جرجس والعلاقة بينهم وثيقة. فهرقل هو أحد أبطال الميثولوجيا الكلاسيكية كما يعرف القديس جرجس بانتصاره على التنين وهناك تجانس بينهما ومع الخضر الكائن الأسطورى في الإسلام. وتعرض أيضا فى غرفة الاثار بعض القطع الأثرية التى تم العثور عليها أثناء الترميم.
ان دارة الفنون بآثارها ومبانيها هي تعبير عن هوية حضارية ومعمارية وتاريخية تزداد غنى بما تشهده الفنون من ازدهار وتجديد، وهي رمز التواصل ما بين الماضي والحاضر، والأصالة والحداثة وروءى اجيال المستقبل.