استطاع العديد من الفنانين المعاصرين من بلدان المشرق العربي وفي الشتات تطوير أساليب جديدة في ممارستهم الفنية في مواجهة الإرث الاستعماري والتحديات الاجتماعية والسياسية التي يعايشونها، وذلك من خلال الاستناد إلى أشكال الفنون التقليدية أو عبر العمل بالوسائط التكنولوجية الحديثة، حيث تسعى أعمالهم إلى خلق حالة من الصمود والمقاومة والتحرر، وإحياء النظم المعرفية والثقافية الأصيلة في المخيال الجمعي، وفي الحيز الميداني على حد سواء.
انطلاقًا من النظرية النقدية ونظريات نزع الاستعمار، يُقدم خلدون حجازين، الحاصل على زمالة دارة الفنون للدراسات العليا في الفن العربي الحديث والمعاصر 2025، حواريّة حول رسالته وعمله البحثي الذي يستكشف سؤال المعايير الجمالية أو الفلسفية التي يُمكن من خلالها فهم واعتبار الممارسات الفنية المعاصرة بوصفها محركًا للوعي التحرري من البنى الاستعمارية والرأسمالية.
يُسلّط هذا اللقاء الضوء على المناهج الفلسفية والمنهجية التي شكلت إطارًا للعمل البحثي، مستعرضًا أمثلة من فنانين ومجموعات وممارسات فنية وثقافية تجسد محور ومجال فلسفة الفن التحررية.
خلدون حجازين هو فنان أردني، ومدير للبرامج الفنية والثقافية، ومحاضر في كلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية. عمل خلدون كقيّم ومستشار مع العديد من المبادرات والمؤسسات الفنية والثقافية في الأردن والخارج، كما أقام معارض فنية شخصية في كل من عمّان ودبي، إلى جانب العديد من المعارض الجماعية وورش العمل وبرامج التبادل الفني على المستويين الإقليمي والدولي. يحمل خلدون درجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة تفتس الأمريكية (Tufts University) في بوسطن، ويُكمل حاليًا درجة الدكتوراه في الفلسفة في كلية الآداب في الجامعة الأردنية.
الصورة: لورانس أبو حمدان، زفزافة، ٢٠٢٤، لعبة فيديو، ألوان، صوت، ٤٥ دقيقة. لقطة من العمل.