أصدر الفنان ومصمم الأثاث الإيطالي الراحل إنزو ماري عام 1974 كتابه "أوتوبروجيتازيون؟"، لتشجيع الناس على صناعة أثاث منازلهم بأنفسهم، وللتعبير عن وجهة نظره الناقدة تجاه تجارة إنتاج الأثاث على نطاق واسع، حيث يُعتبر من أوائل الأصوات التي نادت بضرورة محاربة الثقافة الاستهلاكية في صناعة الأثاث، من خلال توفير تصاميم سهلة التنفيذ تستهدف عامة الناس وتعتمد على مفهوم التصميم الذاتي.

كتب إنزو في افتتاحية كتابه:

"يهدف هذا المشروع إلى صنع أثاث سهل التركيب باستخدام الألواح الخشنة والمسامير، وهي تقنية أولية لتعليم أي شخص كيفية النظر إلى شكل الإنتاج الحالي بعين ناقدة.

(يمكن لأي شخص، بخلاف المصانع والتجار، استخدام هذه التصميمات لصناعة أثاثهم بأنفسهم).

يأمل المؤلف أن تستمر هذه الفكرة في المستقبل، كما يطلب من أولئك الذين يقومون بصناعة قطع الأثاث، وعلى وجه الخصوص، من يقومون بصناعة أشكال مختلفة منها، إرسال الصور إلى الاستوديو الخاص به".

على مدار ستة أسابيع، تحولّت مساحة المختبر إلى مشغل للنجارة ودراسة فن تصميم الأثاث بالاعتماد على أرشيف إنزو ماري. يُقدم المعرض نظرة على نِتاج ورشة العمل والأعمال التي قام المشاركون بصناعتها تحت إشراف أحمد بركات، بين إعادة إنتاج قطع الأثاث التي تضمنها الكتاب، وتطبيق أسلوبه في التصميم لصناعة قطع أثاث جديدة. 

بمشاركة: عبّود الرواجبة، عبدالرحمن شومان، أميرة أبو ريّاش، دعاء عبدالهادي، علوان علاونة، هلا يونس، هناء الخطيب، ليلى نجمي، ليث أبو دية، لؤي حازم، مالك عوّاد، ميسم ياسين، محمد حمّاد، محمد سلامة، معتصم النمّري، نور الفضل، نور مسعود، نور يامين، رهف بدور، رامز نمري، صابرين وحوش، صالح  حمدان، سارة حازم، شذى خليفة، فيكتوريا دبدوب، وليد غرايبة، وليد التميمي، يزن رواجبة، زينة جاغوب.

أحمد بركات موسيقي ونجّار ومهندس مدني مقيم في عمان. تمتد أساليبه الموسيقية من الأشكال التقليدية مثل موسيقى المقام إلى موسيقى الجاز والمشاريع التعاونية التجريبية التي تجمع بين الرقص والصوت والتركيبات متعددة المواد. بدأ أحمد بالتجريب في الصوتيات والعزل الصوتي ضمن سعيه لتحقيق انسجام بين الفضاء والصوت، مما دفعه إلى تخصيص مساحة خاصة لورشات العمل كامتداد لاستوديو الموسيقى الخاص به. ينبثق عمله في بناء الأثاث من تلك العلاقة الثنائية (الفضاء والصوت) ضمن شغف مدفوع بالارتباط القوي بين الهندسة والبناء. حيث يستلهم أحمد عمليته الإبداعية من إدراكه للعلاقات بين المجالات المختلفة رغم تفرقها أو تباعدها، فعمله في تصميم قطع الأثاث يسير بالتوازي وعلى نفس الوتيرة مع الموسيقى والهندسة.