"معرض المصور المقدسي سعيد نسيبه ضم 33 صورة فوتوغرافية التقطها في مستنبت سان فرانسيسكو للأزهار. ويقول الفنان نسيبه: لقد أثرت تجربة قضيتها مع حرفية المسجد الاقصى بين عامي 1992-1994 بعلاقتي بمفهوم طاقة الضوء، حيث واجهت وعن قرب تركيبات الزجاج الملون والزخارف وغيرها من الروائع التي تضمنتها جدران الحرم الشريف، وتنامت حساسيتي بشكل خاص للهمسات الخافتة والاندفاعات الجارفة للطاقة المنيرة. وفي وقت مبكر من هذه السنة، وذات يوم شتائي بارد اثناء وجودي في مستنبت زجاجي في مدينة سان فرانسيسكو، الذي عادة ما يغطيه الضباب، كنت اصور الفن المعماري لمبنى مخصص للنباتات والازهار الاستوائية يعود الى العصر الفكتوري، وكان المبنى مصابا باضرار كبيرة اثر عاصفة هوجاء، وكانت مهمتي هي ان اصور كلا من فعل الطبيعة والانسان وتأثير النبات في عمارة المكان. وفي يوم اخر مشمس رأيت اشعاعات من الضوء منعكسة عن مجموعة من الزجاج الملون موجودة عند طرف البناء، وانتقلت هذه الأنعكاسات على مدار اليوم على حركة الشمس على طول الحديقة المبللة وارضها التي كان يتم المحافظة عليها رطبة باستخدام بخاخات ماء مصممة لتقليد جو استوائي مناسب. وعند النظر عن قرب، رأيت حدة انعكاسات الضوء في حركته، وامتصاص الماء للضوء بجميع انحناءاته، وكان انعكاس الضوء على سطح الماء يوحي بما يسمى بالانفجار الكبير اذ اصبحت الطاقة المنبعثة من الضوء تمثل بنفسها الاضاءة والمادة المضاءة معا بنفس الوقت، مما القى عليَّ واجبا ان اترجم هذا الالهام واقدمه للاخرين من خلال هذا المعرض حتى لا ينطفئ هذا النور".

جريدة العرب اليوم، السبت 2002/12/21.