يستعرض هذا اللقاء الدور الحيوي الذي تلعبه بعض ممارسات رسم الخرائط في تشكيل المعنى وتعزيز إدراكنا لعلاقاتنا مع الأرض وجغرافيتها وناسها وتاريخها وطبيعتها، حيث يُمكن النظر لهذه الممارسات كمنهج للبحث والتوثيق البصري من جهة، وكأداة داعمة لفهمنا لحيّز ما وطرق التفاعل معه من جهة أخرى.
كما يُركز هذا اللقاء على عدد من تمارين رسم الخرائط التي تم القيام بها مؤخرًا، والتي تأخذ بعين الاعتبار آثار الدمار والتدمير الذي طال عدة أجزاء ومناطق في لبنان بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر، والذي شمل "قتل" المنازل والبيئة والثقافة والذاكرة وأماكن العيش. حيث تعتمد هذه التمارين على تتبع أنماط استخدام الأسلحة، والمواقع التي استهدفتها، والفترات الزمنية، ومدى شدة الهجمات، بالإضافة إلى المناطق الجغرافية المعرضة للتهديد. بناءً على ما سبق، تصبح الخرائط وسيلة لتحدّي السرديّات السائدة التي تختزل الأماكن في ساحات المعركة فقط، كما تكشف عن النوايا الكامنة وراء مثل هذه الاعتداءات، والمتمثلة في القضاء على أشكال الحياة في تلك المناطق ومنع العودة إليها، وتطرح، في الوقت نفسه، تصورات مستقبلية بديلة للتعافي وإعادة الإعمار. فرسم الخرائط، من منظور هذا اللقاء، هو ممارسة تشاركية تستند إلى عدة أساليب في نقل وتوثيق الروايات المرتبطة بالمكان. وفي مدينة صور على سبيل المثال، أصبحت ممارسة رسم خرائطها بمثابة منصة تشاركية للسكان لتحديد التحديات المحلية، وتخيل مسارات التعافي والإعمار.
يُعقد اللقاء باللغة العربية. للتسجيل، يُرجى تعبئة النموذج هنا.
نادين بكداش هي مصمّمة بصريّة وباحثة مدينيّة، وعضو مؤسس في "استديو أشغال عامّة." تلجأ الى أساليب متعددة الإختصاصات لمقاربة عمليات إنتاج الفضاء المديني، مستخدمة أدوات تمثيلية وبحثية في آن، كالخرائط، المرئيات والفيديو. كجزء من بحثها المرتكز على الحقوق السكنية والتحوّلات المدينية، نشرت بحث "سيادة الإخلاء: مستأجري لبنان من مواطنين إلى عقبات"، وأخرجت أيضاً فيلم "رسم خريطة شارع بيهم". تدرّس التصميم والتواصل البصري في الجامعة اللبنانيّة.
تالا علاء الدين هي منسقة قسم الأبحاث في "استوديو أشغال عامّة". يركز عملها على التقاطعات الكامنة بين العمران والقانون، وحقوق الملكية، والمساحات المشتركة، وضمان الحق في المدينة للفئات المهمشة. تنسق تالا وتشارك في مشاريع تُعنى بتحليل المخططات الهيكلية الإقليمية والبيانات الحضرية، ومراقبة ممارسات التخطيط، والدعوة إلى مقاربات تضع الناس في صلب عمليات التعافي وإعادة الإعمار بعد النزاعات، والسعي لتغييرات في السياسات من أجل حماية الحق في السكن ودَمج المجتمع في التخطيط الحضري. حازت تالا على شهادة الماجستير في العمارة من الجامعة اللبنانية، كلية الفنون الجميلة – الفرع الثاني، وتمتلك خبرة في أساليب بحث وتحليل متعددة، تشمل العمل الميداني، وإعداد الخرائط، والكتابة، والتفاعل المباشر مع المجتمعات والجهات المعنية من خلال العروض والمحاضرات والمجموعات النقاشية وورش العمل والتيسير.