قصّتنا

شهد العام 2018 مرور 30 عاماً على مبادرتنا لمشروع ثقافيّ يدعم الفن والفنانين العرب. لتصبح دارة الفنون اليوم منبراً حيويّاً متجدّداً يضم ستّة مبانٍ تاريخيّة ومستودعات وموقع أثريّ في الحديقة تم ترميمها جميعاً.

1 OVERVIEW

لعبنا منذ البداية دوراً رائداً في استضافة فنانين من العالم العربي، ودعمهم وعرض أعمالهم، من كبار الفنانين مثل: آدم حنين، فخر النساء زيد، فريد بلكاهية، مروان قصّاب باشي، رافع الناصري، وشاكر حسن آل سعيد. إلى الفنانين المعاصرين مثل: عادل عابدين، أحلام شبلي، آمال قناوي، أملي جاسر، هراير سيركسيان ومنى حاطوم. إذ أقيمت المعارض الشخصيّة الأولى لعدد من هؤلاء الفنّانين في دارة الفنون.

ومن خلال توفير فضاء متخصص بالفنون البصرية وأشكال التعبير الفني المختلفة وإقامة المعارض الفنية والعروض الأدائية وتقديم الأفلام والحفلات الموسيقية والفعاليات الثقافية، تواكب رؤيتنا لدارة الفنون تطوّرات المشهد الفني العربي وتطلعات مبدعيه.

هذه هي قصّتنا.

1988–1993

تولّت الفنانة سهى شومان منذ العام 1988 إدارة النشاطات الفنية في مقر المركز العلمي الثقافي لمؤسّسة عبد الحميد شومان في منطقة الشميساني بعمّان. تم تنظيم معارض جماعية لكبار الفنانين الأردنيين والعرب وللشباب على حد سواء، سعياً إلى انفتاح التجارب الفنية المختلفة على بعضها، وتشجيعاً للحوار بين الأجيال الفنية المتعددة. في مطلع التسعينيّات (1990 – 1992) أدار الفنان العراقي شاكر حسن آل سعيد سلسلة من المحاضرات المتخصّصة بتاريخ الفن “حوار الفن التشكيلي (١٩٩٥)” ونظرياته، تم توثيقها ونشرها في كتاب .

2. OUR STORY_1992 Al Said lecture

كما عرض فنانون فلسطينيون أعمالاً أنجزوها تضامناً مع شعبهم في انتفاضته الأولى، وأقيمت المعارض للفنانين العراقيين الذين لجؤوا إلى الأردن خلال حرب الخليج الثانية، والفنانين اللبنانيين خلال الحرب الأهليّة اللبنانيّة، والفنانين من المغرب العربي بالتعاون مع معهد العالم العربي (IMA) في باريس.

أصبحت قاعة العرض ملتقىً للفنانين، بعضهم ممّن يلتمس اللجوء من الحرب والعنف في بلاده، وآخرون بهدف الحصول على الدعم والتبادل الفني مع زملائهم من الفنانين.

أدركنا حينها الحاجة الماسّة إلى مركزٍ فنيٍّ متخصصٍ يختلف دوره عن دور المتحف ودور قاعات العرض التجاريّة، ليكون فضاءً فنيّاً ومساحة مفتوحة للفنانين، حيث يعملون ويتحاورون ويعرضون تجاربهم بحريّة وتجدّد. وعبر التجربة الرامية إلى تلبية احتياجات الفنانين وجمهور الفن، وإيماناً بأن الفنون ثروة قومية، وبدور المؤسسات الخاصّة في دعم الفن، بدأت فكرة إنشاء دارة للفنون تتحقّق تدريجيّاً، وبادرنا في العام 1992 بترميم مبنى تاريخي في جبل اللويبدة مطل على قلب مدينة عمّان وموقع أثري في حديقته.

1993–2002

أرست خبرتنا التي اكتسبناها على مدار الخمس سنوات الأولى حجرَ الأساس نحو تحقيق رؤيتنا لدارة للفنون تحتضن الفن والفنانين العرب المعاصرين. افتتح المبنى الرئيسي في العام 1993، والذي ضمّ مساحات فنيّة ومكتبة متخصّصة بالفنون، ومحترفات، بالإضافة إلى ما توفره ساحة الآثار من مساحات للعروض الفنية المتنوعة. وتم افتتاحه بمعرض دائم لخمسين فنّاناً عربياً معاصراً، وحفل موسيقي أقيم في الموقع الأثري احتفى بالأديب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا، إذ غنّت السوبرانو تانيا ناصر قصائده، وعزفت آجنيس بشير موسيقى من تأليفها على البيانو، وأدّت رانيا قمحاوي لوحات من الباليه الحديث.

في العام 1994، رمّمنا مبنى ثانياً سُمي “البيت الأزرق” لشرفته الشركسيّة الزرقاء، وذلك لتوفير المزيد من مساحات العرض وتنظيم اللقاءات الفنية وعروض الأفلام. وهيّأنا مقهى لروّاد دارة الفنون في حديقته. وفي العام 1995 تم تجديد مبنى ثالثٍ “دار خالد”، ليكون سكناً لإقامة الفنّانين الزائرين. امتدّت دارةُ الفنون حينذاك على أرض مساحتها 2800 متر مربع من الحدائق المتدرّجة، تضم ثلاثة بيوت تراثيّة وتاريخيّة أُنشئت في عشرينيّات القرن الماضي وثلاثينيّاته، وآثار كنيسة بيزنطيّة يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي شُيّدت فوق معبد روماني.

وبهدف ترويج الفنون العربيّة المعاصرة، وتوفير مساحة مفتوحة للتبادل الفنّي، أطلقنا في العام 1997 موقع دارة الفنون على الإنترنت كأول موقع إلكتروني عن الفن العربي المعاصر  في المنطقة. ضمّ برنامج عروضنا الفنيّة معارض استعاديّة وفرديّة، وأخرى تتناول موضوعاً محدّداً. كما تمّت إقامة معارض لأعمال فنانين أَثْرُوا الحركة الفنية مثل: الأردني علي الجابري (1995)، والعراقي اسماعيل فتاح (1995)، والسوري مروان قصّاب باشي (1996)، والجزائري رشيد قريشي (1998). وفي العامين 2000/2001، جسّدت سلسلة معارض “رحلات مع الفنون المعاصرة في العالم العربي” التطوّرات في مجال الفنون البصريّة في المنطقة. كما احتفلنا عام 2002 بمئويّة الفنانة التركيّة – الأردنيّة فخر النساء زيد.

3. OUR STORY_2001 Fahrelnissa Centenerary

وعبر السنوات، أقمنا سلسلة ورشات تدريبيّة تتراوح بين صناعة الورق، والتذهيب وزخرفة الكتب، والرّسم وفن الغرافيك، والتصوير الفوتوغرافي، والفيديو، والفن الإنشائي- التركيبي. وبين الأعوام 1994 – 2000، استضفنا ماكنة طباعة المتحف الوطني للفنون الجميلة، الأولى من نوعها في الأردن، وتولّى الفنان العراقي رافع الناصري تأسيس “محترف دارة الفنون للحفر”، وإدارة الورشات التدريبيّة، وأقيمت المعارض السنويّة مثل معرض “50 عاماً من فن الغرافيك” بتنسيق رافع الناصري. واستمرّت الورشات التدريبيّة بعد أن اقتنينا ماكنة الطباعة الخاصّة بنا. وبداية من العام 1995، أقمنا “مهرجان الصيف”، وهو احتفالية سنوية كان يتم خلالها عرض أعمال لفنانين شباب، وأعمال أُنتجت في الورشات التدريبيّة المختلفة على مدار العام، وتنظيم فعاليات متنوعة كالحفلات الموسيقيّة، والأمسيات الشعريّة وعروض الأفلام.

وبين الأعوام 1999 – 2003، أدار الفنان السوري مروان قصّاب باشي “أكاديميّة دارة الفنون الصيفية”، والذي قدّم خلالها دروساً مكثّفة في الرسم لفنّانين ناشئين من الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق، ليصل عدد الفنانين الذين درسوا في الأكاديميّة إلى 60 فناناً. وتابعنا بعد ذلك الدورات التدريبيّة في الرسم وفن الفيديو والتصوير الفوتوغرافي بإشراف فنانين مثل: مهنا الدرة (في الرسم) وزياد دلّول (الرسم والطباعة)، وآمال قناوي (في فن الفيديو)، وسما الشّيبي (في التصوير الفوتوغرافي)، إضافة إلى طارق عطوي (في الصّوت/ الضوضاء)، وأملي جاسر (مع طلابها في الأكاديميّة الدولية للفنون في فلسطين).

وفي عام 2002، أنشأنا مؤسسة خالد شومان وأصبحت دارة الفنون تحت مظلتها وكرسنا المبنى الثالث لذكرى خالد شومان راعي دارة الفنون، وأسميناه “دار خالد”.

2003–2012

بدأت دارة الفنون بتقديم تجارب فنّانين من الجيل الجديد برزوا في استعمال وسائط حديثة في التعبير الفني، من فن الفيديو والتصوير الفوتوغرافي إلى الفن الإنشائي – التركيبي في الألفيّة الأولى من القرن الجديد. وجاء معرض سهى شومان “الزّمن والضوء” (2004) كأوّل معرض لفن الفيديو في عمّان. وتناول معرض “الجدار والحواجز” (2006) مواجهة القضايا السياسيّة من خلال المنتج الثقافي. وكذلك المعارض الفرديّة مثل المعرض الفردي الأول في المنطقة للفنانة آمال قناوي (2007)، ومعرض الفنانة منى حاطوم (2010). والمعارض الجماعيّة، مثل: “الفن الآن في لبنان” (2008) تنسيق أندرية صفير زملر، و”عبارات على الضفاف وأنشطة أخرى” (2010) تنسيق عبدالله كرّوم، و”خارج المكان” (2011) تنسيق شينا واغستاف الذي أقيم بالتعاون والتبادل مع “تيت مودرن”. ألقت هذه المعارض الضوءَ على دور فنّانين عرب برزوا في سياق المشهد الفني العالمي.

4. OUR STORY_2007_11_Amal Kenawy_The Room_Performance

وفي العام 2011، أضيفت 1500 متر مربّع إلى مساحة دارة الفنون. إذ تم افتتاح مبنى تقليديّ (تراثي) يعود إنشاؤه إلى ثلاثينيّات القرن الماضي بعد ترميمه ليصبح مقرّاً لمؤسسة خالد شومان، وتعرض فيه بشكل دائم أعمال فنيّة من مجموعة خالد شومان الخاصّة، كما يوفّر مساحات عمل للباحثين في مجال الفن العربي الحاصلين على “منح دارة الفنون السنويّة للدراسات العليا في الفن العربي الحديث والمعاصرالتي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، التي أعلنت في نفس العام. كما افتتحنا “المختبر” في ثلاثة مخازن تم تجديدها، ليوفر مساحة تجريبيّة للفنانين الشباب وللمشاريع المبتكَرة، وذلك تشجيعا لروح التعاون والمشاركة والعمل الاجتماعي.

2013 حتى الآن

وللاحتفال بعيدنا الخامس والعشرين لدعمنا للفنون، قمنا بدعوة منسّق المعارض البرازيلي أدريانو بيدروسا الذي نظّم برنامج إقامات فنيّة ولقاءات، ومعرض في خريف 2013. استضاف معرض “حوار في عمّان” 14 فناناً وفنانة من العالم العربي وأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينيّة للإقامة الفنيّة في عمّان، وتوّج بافتتاح المعرض الذي تضمّن أيضاً أعمالاً فنيّة لـ15 فنّاناً من مجموعة خالد شومان الخاصة. روّج “حوار في عمّان” للتبادل بين الفنانين من المناطق المهمّشة، ليس فقط بتجاور أعمالهم جنباً إلى جنب في معرض أو مطبوعة، بل أيضاً عبر منحهم إمكانية تبادل خبرات وممارسات بعضهم البعض الفنيّة.

5. OUR STORY_2013 HIWAR

في العام 2013، تم ترميم “بيت البيروتي“، وهو مبنى تاريخيّ خامس يعود إنشاؤه إلى ثلاثينيّات القرن الماضي، موفّراً مساحات فنيّة إضافيّة. وأخيراً، تمّت إضافة مبنى سادس مجاور لـ”المختبر” إلى تجمّع مباني دارة الفنون، ليكون سكناً للباحثين والفنانين المدعوين ضمن برنامج “فنان في إقامة”. وبذلك أصبحت مساحة دارة الفنون 5196 متراً مربعاً.

كما شهد عام 2013 نشر كتاب “قراءات في الفن العربي“، الذي يعد الأول من نوعه حول الفن العربي، بما يضمه من مقالات التخصصات وهم سارة روجرز، فيصل درّاج، آنيكا لينسون، كريستين شايد، سليم البهلولي، أولريخ لوك، ستيفان شيهي و حسن خان. ويتناول الكتاب عددا من القضايا الهامة عن تاريخ الفن عبر أعمال فنية من مجموعة خالد شومان الخاصة، تتداخل مع حكايات فنانين ومهندسين معماريين وآخرين ممن عايشوا قصة دارة الفنون، والأعمال التي أبدعها أكثر من مائة وأربعين فنانًا عربيًا تضمهم مجموعة خالد شومان.

وفي عام 2014، افتتحنا معرض “كارافان“، وهو أول معرض خاص بالفنان نداء سنقرط في المنطقة، وتلاه معرض بعنوان “نجمة بعيدة بعد النظر عن عيني، وقريبة قرب العين مني“، وهو أول معرض موسع لمجموعة من أعمال الفنانة إميلي جاسر في جميع مباني دارة الفنون. واحتفالا بالحدث، نظمت إيميلي جاسر ورشة عمل بعنوان “محلّي” مع سبعة من طلابها من الأكاديمية الدولية للفنون- فلسطين في رام الله، والذين عبروا الحدود وعملوا جنبا إلى جنب مع فنانين أردنيين، مما بدوره أنعش ذاكرة أجواء أكاديمية الصيف التابعة لدارة الفنون التي كانت باشراف مروان.

في عامي 2015 و 2016 ، أقيم معرضان رئيسيان متعاقبان، وهما “طقوس الإشارات والتحولات” (1975-1995) و”أحياء في البحر الميت” (1995-2015)، حيث تقصيا دور الفنون والأدب والابداعات السمعية والبصرية في منطقتنا في تشكيل تاريخنا الفردي والجماعي.

وفي عام 2016 ، قدمنا ​​أيضًا معرض “do it بالعربي  وذلك بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون. شارك في تنسيق المعرض كلّ من حور القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، وهانس أولريخ أوبريست المدير المشارك لغاليري “سربنتين“، ويعدّ “do it بالعربي”  استمرارية لمشروع معرض وإصدار”do it”  المتواصل، والذي أسسه ونسّقه أوبريست عام 1993.

وجاء عام 2017 ذكرى مرور مائة عام على وعد بلفور عام 1917، ومرور سبعين عامًا على قرار الأمم المتحدة لعام 1947 الخاص بتقسيم فلسطين، وكذلك مرور خمسين عامًا على الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967. وفي هذا السياق، كرسنا برنامج معارضنا وفعالياتنا لعام 2017 لإبراز وعرض تاريخ الحضارة والتراث الثقافي الفلسطيني على مر العصور تحت عنوان “فلسطين الحضارة“. وخلال العام، أقمنا معارض ضمت أعمال رواد الفن الفلسطيني من بدايات القرن العشرين جنبًا إلى جنب مع أعمال الفنانين المعاصرين خالد حوراني، وجمانة إميل عبود، وسميرة بدران. كما عقدنا ندوات تناولت علم الآثار والهندسة المعمارية، وتاريخ الصحافة والإذاعة المطبوعة، والشعراء والكتّاب الفلسطينيين، والتصوير الفوتوغرافي الفلسطيني، وتاريخ الموسيقى والثقافة الشعبية قبل عام 1948. وقد نشرت فعاليات البرنامج في اصداراتنا باللغتين العربية والانجليزية بعنوان “فلسطين  الحضارة“.

30years_July_MB_BandR_623A0441

وفي عام 2018، بمناسبة احتفالاتنا بعامنا الثلاثين، قمنا بدعوة فنانين من جميع التخصصات للتوقف لبرهة والتأمل، لإعادة تخيّل عالمنا وإعادة ابتكار قصصهم، انطلاقا من التحدي الذي وضعه محمود درويش في قصيدته “إلى شاعر شاب”:
الحقيقة سوداء، فاكتب عليها
بضوء السّراب.

أقيمت ثلاثة معارض متتالية خلال عام 2018، قدم كل منها لقاءات مختلفة بين الفنانين في عصرنا ومكانتهم في العالم اليوم. وضمت المعارض أعمال لفنانين مخضرمين جنبا إلى جنب مع أعمال فنانين ناشئين، لتشكل المعارض الثلاثة مجموعة من الروايات والتساؤلات الجديدة.

وفي إطار احتفالاتنا بعامنا الثلاثين، التقى اعضاء برنامج “زمالة دارة الفنون للدراسات العليا في الفن العربي الحديث والمعاصر” في عمان لأول مرة في ندوة لمعاينة الطرق التي يتم من خلالها انتاج ونشر المعرفة حول الفن العربي الحديث والمعاصر. أدار الندوة الدكتورة سيلفيا نايف والدكتورة عادلة العايدي هنية، ونسقها الزميل أمين السادن.

وفي نفس العام، نسق كل من الفنان خالد حوراني من رام الله ومحمد شقديح من دارة الفنون برنامجا بعنوان “هناك ضوء لا ينطفىء- دارة الفنون من عمان إلى فلسطين“. ضم البرنامج معارض فنية، وعروض أفلام الفيديو، واستعراضا لإصدارات دارة الفنون وعدد من الندوات. وقد أقيمت الأنشطة بالتزامن في أربع مدن فلسطينية: رام الله، وبيت لحم، والقدس، وغزة. وشكلت معارض وفعاليات البرنامج مراجعة لعلاقتنا مع الفنانين الفلسطينيين ودعمنا لهم على مدى 30 عامًا مضت، والذي  وفر للفنانين الفلسطينيين بوابة إلى العالم وللفنانين العرب بوابة إلى فلسطين. هذا وقد نالت دارة الفنون لاحقاً جائزة القدس للثقافة والابداع وذلك على مستوى الوطن العربي.

ART-room-2

ختاما لاحتفالاتنا بعيدنا الثلاثين، افتتحنا في بيت البيروتي”المتحف: فن عمارة اثار“، والذي يجسّد رحلتنا على مدى ثلاثين عامًا لمبادرتنا بمشروع ثقافي يدعم الفن والفنانين العرب المعاصرين، ومساهمتنا في الحفاظ على التراث المعماري والحضاري للأردن.

دارة الفنون اليوم

تشكّل مبان دارة الفنون، والتي شيّدتها عائلات أردنيّة وفلسطينيّة وسوريّة ولبنانيّة، ذاكرةً حيّة لتاريخ الأردن والتاريخ المشترك لبلاد الشّام. وتعد دارة الفنون اليوم واحةً للفنون تطل على قلب مدينة عمّان القديمة المزدحم، حيث يقصدها الزوّار للاستمتاع بمعارض الفنون المعاصرة، أو مشاهدة العمارة التقليديّة، أو حضور الفعاليات في ساحة الموقع الأثري، أو لقراءة الكتب في المكتبة، أو التنزّه عبر الحدائق.

تسعى دارة الفنون إلى تحقيق رؤيتها في توفير منبر حيوي متجدد للفنانين العرب المعاصرين، يثريه الحوار والتبادل الثقافي والفني، من خلال دعمها للممارسات الفنيّة، وتحفيزها للخطاب النقدي والبحثي، واستقطابها للطاقات الإبداعيّة. نستضيف ضمن برنامج الإقامة الفنية، فنّانين ينجزون أعمالهم ويعرضونها. كما يقدّم الأكاديميون والفنانون حوارات ولقاءات وورشات عمل. وتفتح أبوابالمختبرلمشاريع الفنانين الصاعدين. وتتضمّن برامجنا دورات تدريبيّة للطلبة والشباب. ولتوفير المصادر الفنيّة المتخصصة للأبحاث والتوثيق، تزخر مكتبة دارة الفنون بأرشيف من الكتب والمطبوعات والأفلام الفنيّة، إضافة إلى الأرشيف الرقمي.

في العام 1988، شكّلت مبادرة إنشاء دارة للفنون تحدّياً كبيراً. وبترميم المباني وإعادة الحياة إليها، ساهمت دارة الفنون بالحفاظ على التراث المعماري والحضاري والتاريخي في الأردن. وممّا أثرى المباني، إعادة تكييفها لإشاعة رؤى الفن العربي، لتجمع دارة الفنون بين القديم والجديد، الماضي والحاضر، التراث والحداثة، إيماناً بالطاقات الإبداعيّة في المجتمع العربي المعاصر، ودور الشباب في بناء المستقبل. دارة الفنون اليوم تنبض بالحياة، وتحتفي بالفنون في قلب ثقافتنا.