عرض فيلم - أونلاين
تواز 1-4
هارون فاروقي

الثلاثاء 1 كانون الأول 2020 | 6 مساءً بتوقيت عمّان

نقدم آخر عمل كامل لهارون فاروقي بعنوان "تواز 1-4" في سياق تحقيق موسع في أنظمة التمثيل السائدة والعوالم المُولَّدة خوارزميًا وإخضاع عمليات الحياة المعقدة لأدوات القياس والحساب. تتناول هذه السلسلة المكونة من أربعة أجزاء الصور في التحريك المحوسب. تترافق مقتطفات من ألعاب فيديو شعبية مثل "ماين كرافت" و "جراند ثيفت أوتو" و"أساسنز كريد" مع تعليق صوتيّ مَقالِيّ يستكشف موضوعات متعددة كاستخلاص الطبيعة الجرافيكي وإمكانيات الحركة الجسدية ومنظور الشخص الأول والميكانيكا الغريبة لفضاء ألعاب الفيديو. يتضمن "تواز 1-4" أيضًا مشاهد  لفناني الرسوم المتحركة أثناء عملهم لإظهار الجهد الذي يتضمنه إنتاج هذه المحاكاة الخوارزمية . يجد فاروقي لهذه الألعاب موضعًا أعمق ضمن تاريخ البصرية في سياق رده التأملي على الانبهار التاريخي للسينما، ويستكشف صلة هذه المفاهيم بالتصورات ما قبل الهلنستية للعالم، ويُحيل إلى نصوص كلاسيكية عن نظرية السينما بغرض بناء إطار مقارن يجادل سرديات التقدم الغائية.

يقدم "تواز 1" نظرة على تاريخ أساليب رسومات الحاسوب. تألفت ألعاب الفيديو الأولى في سنوات الثمانين فقط من خطوط أفقية وعمودية. كان نُظِر إلى هذا التجريد على أنه ناقص، واليوم تتجه عمليات التمثيل نحو اعتماد الواقعية المصورة.

يبحث كل من "تواز 2 و 3" عن حدود عوالم الألعاب وطبيعة الكائنات. يتضح أن العديد من عوالم الألعاب تتخذ شكل أقراص تطفو في الكون، مما يذكر بالمفاهيم ما قبل الهلنستية للعالم. للعوالم عتبات وخلفيات كالمسارح، وليس للأشياء في هذه الألعاب وجود حقيقي. تصنع كل خاصية من خصائصها وتُسند لها بشكل منفصل.

يستكشف "تواز 4" أبطال الألعاب، أي الشخصيات الرئيسية التي يتبعها اللاعبون في لوس أنجيلوس خلال أربعينيات القرن الماضي أو عوالم ما بعد الكوارث أو الغرب الأمريكي وغيرها. ليس للأبطال آباء أو معلمين، وعليهم إيجاد القواعد واتباعها بأنفسهم، وبالكاد لهم أكثر من تعبير واحد وسمات شخصية قليلة للغاية يُعبّرون عنها بجمل قصيرة مختلفة ومتعاوضة تقريبًا. هم بشر صناعيون؛ كائنات مُجسمة من صنع البشر. لمن يلعب بهم نصيب من كبرياء المُبتكر.

صنع هارون فاروقي على مدار 70 عامًا أكثر من 100 فيلم وتركيب توضّح كيف يمكن استخدام تقنية صناعة الصور لتشكيل الوعي العام. غالبًا ما تتناول أعمال فاروقي موضوعات مثيرة للجدل كاستخدام الولايات المتحدة للنابالم في حرب فيتنام في فيلمه "حريق لا يمكن إخماده" (1969) إلى ألعاب الفيديو ومحاكاة الصراع أثناء حرب العراق الثانية في عمله "ألعاب جادة 1-4" (2010).

متعلّقات