يقدم معرض "نثرٌ من الجذور" الجماعي مداخلات وحوارات وتأملات عقدت على نطاق محلي لتقويض وتحويل المنظومات والتفاهمات الخاصة بالقضايا الثلاثة الأكثر إلحاحاً في الأردن اليوم؛ السياسة المائية والإيكولوجيا الزراعية وممارسات البناء الاستخراجية.
مجموعة الأعمال المعروضة قدمت محاولات لفك التواريخ المعقدة التي تشكل الأزمة العالمية الحالية في الاقتصاد والايكولوجيا، ليس فقط كمحاولة للتنديد بل أيضاً لعرض اختراقات وتحويلات وحلول، وتنظر في أشكال تقرير المصير والحكم الذاتي التي تؤديها مجتمعات محلية كرفض للنماذج الاستغلالية والاستعمارية المنمطة.
الأعمال المقدمة تكشف بطرقها الخاصة عن خطابات في الوقت والذاكرة والاختفاء وكذلك وعلى نحو أكثر عنفاً، خطابات السرقة والمحو. تتصرف الأعمال بالمستقبليات المتوقعة والمتخيلة لتتأمل في فقدان الموارد والأرض والبذور والمعرفة والقوة والوكالة. أما نحن، فنتعلم ضمن "ذاكرة الأرض" هذه عن ممارسات ومعارف محليّة وحكاياتهم وأساطيرهم وقوتها في توفير إشارات إلى بدائل تعكس حالة "لا قابلية العيش" الحالية المتسمة بالجغرافيات المنهكة والندرة المفروضة والاقتصاد غير العادل وتدهور مبرم للمساحات الطبيعية.
يتناول معرض "نثرٌ من الجذور" تخطيط وإعادة توجيه النظم المعقدة والمتشعبة التي تعمل بحالة لا مرئية أو خفية تحت الأرض وتحمل بداخلها تواريخ وذكريات تستمر بتغذية واقعنا الحالي. بهذا المعنى، لا تعني "إعادة التجذير" هنا حنينًا إلى "جذورنا"، بل بناء قنوات اتصال جديدة بالأرض.
تشمل عملية إعادة التجذير إعادة توجيه. تتخلى الأعمال المقدمة عن مفاهيم "حفظ الأرض" والاستدامة لتتبنى عمليات قابلة للتجديد والعكس وبيوفيلية فيما يتعلق ببناء موائلنا وإعادة الطبيعة البرية إلى مدننا. بذلك، يصبح جمع الغذاء البري والأخلاقي في ظل هذه الأفكار المقترحة حديثًا شكلاً من أشكال المقاومة، ويصبح الطهي والأكل أعمالا أدائية، حيث كل وصفة بمثابة دعامة للذاكرة والتبادل الثقافيين.
يعمل المعرض كمجمِّع للأصوات المحلية الجماعية، ويعرض تدخلات واقعية بالإضافة إلى أعمال تخمينية وتأملية من قبل فنانين وعلماء أنثروبولوجيا وطهاة ومصممين ومزارعين وجامعو الغذاء البري وخبازون وخبراء تغذية، وكذلك مصورون وصناع الأفلام الذين يضعون الممارسة الفنية في صميم ما يفعلونه.
بمشاركة: عبير صيقلي، آيلا هبري، ديمة عساف، ديما دعيبس، إيمان حرم، حارث رمزي، حسين الأزعط، كرمة الطباع، خالد البشير، ميس العزب، ملكا عبد الرزاق، سريا غزلباش، ميرنا بامية، نادية بسيسو، نجود عاشور، باولا فران، روان بيبرس، سارة الرشق، سيما زريقات، تغميس، وذكرى للتعلم الشعبي.
هذا المعرض من تنسيق رنا بيروتي.
تنصب اهتمامات رنا التي درست الهندسة المعمارية على التقاطعات بين الإنتاج المعرفي والانخراط الثقافي وتطوير المجتمع، كما تتمحور اهتماماتها البحثية حول الممارسات الإجتماعية في المنطقة وتلك المرتبطة بالأرض، مع التركيز على المواضيع المتعلقة بالأرض، والمواد، والحرف، والمشهد الحضري. عملت رنا سابقا كمديرة لأسبوع عمان للتصميم الذي شاركت في تأسيسه سنة ٢٠١٦، وهو أضخم حدث رئيسي وغير ربحي متخصص بالتصميم في المنطقة. كما شغلت رنا منصب مديرة مساحة المختبر في دارة الفنون، مؤسسة خالد شومان، حيث قامت بتقييم برنامج المعارض الخاص بالمواهب الناشئة، كما جمعت وعملت على إحياء أرشيف دارة الفنون الممتد لأكثر من ٣٠ سنة ويتضمن فعاليات ومعارض ومواد مطبوعة وأعمال فنية أصبحت متاحة للناس.