كان استعمال النصّ وكتابة الأحرف، كأدواتٍ فنيّة، عاملاً أساسيّاً في تطوّر الفن البصري في القرن الماضي. وإذا ساهم النصّ في تشكيل الحداثة الغربيّة، ففي تاريخ العالم العربيّ أيضاً، والذي ارتبط بشكل مباشر بالتقاليد العريقة للشعر والخط.
بدأ ظهور الكلمة في اللوحات الفنيّة منذ العصور الكلاسيكيّة، وبشكل أساسيّ للتعريف عن الفنان، أو عن المشاهد المرسومة. لكن في بدايات القرن العشرين، بدأ الفنانون باستخدام اللغة لأسباب مختلفة تماماً.
فمن إضافة التكعيبيّين لكلمات عشوائيّة ظاهريّاً إلى أعمال الكولاج، إلى الشعراء الرسّامين من مدرستي الدادائيّة والسورياليّة وهم يستعملون النصّ لاستنطاق التأويلات الرمزيّة، أو المساهمة في العمل كما لو كانت أشكالاً مجرّدة، وإلى فناني البوب وهم يتبنّون الرموز الثقافيّة الشعبيّة.
مع الوقت، اكتسب استعمال اللغة سمة أساسيّة في أعمال عدد من الفنانين. وفي النهاية، ولدى تطوّر مدرسة الفن المفاهيميّ في نهاية الستينيّات، أصبحت اللغة تشكّل صلب أو المادة الرئيسيّة للعمل ذاته. دافعةً مفهوم الفن إلى حدوده القصوى. وراقت احتمالات النص لأجيال الفنانين الشباب، وأصبحت الوسائل التي تمكّن الفنانين من إدخال النص على الأعمال أكثر تنوّعاً.
تقدّم الأعمال الفنيّة المختارة من مجموعة خالد شومان الخاصّة نظرة على فنانين من مختلف الأجيال، يجمعهم، بطريقة أو بأخرى، استعمال النص في هذه الأعمال. وذلك ضمن تنوّع واسع استعملت فيه الألوان الزيتيّة على القماش، والطباعة، والفخّار. إضافة إلى الفيديو، والإنشاء، والضوء والصوت. وإلى جانب هذه الأعمال، تعرض أيضاً مجموعات من "الكتب الفنيّة" لبعض الفنانين.
سواءً كان استخدام اللغة لغايات مختلفة يهدف إلى كشف العلاقة الجماليّة ما بين النص والصورة (أعمال رشيد قريشي وإيتيل عدنان ووجدان)، أو لخلق طبقات متناقضة من التأويلات ( منى حاطوم)، أو استكشافاً استعمال النص كأداة اجتماعيّة- سياسيّة (عادل عابدين، بثينة علي، محمد الباز). يقدّم هؤلاء الفنانين الاحتمالات اللانهائيّة التي توفرها اللغة كأداة بصريّة ومفاهيميّة.
الفنانون المشاركون: إيتيل عدنان، بثينة علي، جايمس ويب، جهاد العامري، خالد خريس، رافع الناصري، رشيد قريشي، زياد دلّول، سامية حلبي، شاكر حسن آل سعيد، صلاح صولي، عادل عابدين، عزيز عمّورة، فلاديمير تماري، ليلى الشوّا، محمد الباز، منى السعودي، منى حاطوم، هيمت علي، وجدان.