تقدّم ريما صالحة فضّة، الحاصلة على زمالة دارة الفنون للدكتوراه في الفن العربي المعاصر سلسلة من الجلسات النقاشيّة سنشاهد قراءات وأفلام تهدف الى تسليط الضوء على إمكانيّات استعادة الثقافة البصريّة وتمثيلها للسرديّات البديلة لوسائل الإعلام التي تتحكّم بها الدولة وإنتاج الصور، وإمكانيّة أن يواجه الفن القوى بأشكال حقائق جديدة. ومن خلال مرجعيّات فنيّة ودراسات ذاتيّة وحالات بصريّة، تسعى الجلسات لتقديم المشاركات والمشاركين لمواضيع مفصليّة والنقاش حول أشكال التمثيل البصري الجديدة في الشرق الأوسط، ولاستكشاف دور الثقافة في توفير سرد بديل عن خطاب الدولة.

الجلسة النقاشيّة الأولى: المقاومة البصريّة: عن الرموز والإشارات والسينما أثناء الثورة

تركّز هذه الجلسة على الجماليّات البصريّة لحركات المقاومة و"التحوّلات الثقافيّة" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي نشأت في الخمس سنوات الأخيرة. سنأخذ بعين الاعتبار "إعلام المواطن"، وأساليب التعبير الفنيّة على الإنترنت، وأشكال فن الشوارع، والمداخلات الفنيّة المتعلّقة بالموقع، والمقاومة البصريّة لاستكشاف الكيفيّة التي تشتبك فيها الممارسات الفنيّة مع الوقائع الاجتماعيّة- السياسيّة والاقتصاديّة التي تشكّل، أو تعيد تشكيل، المنطقة العربيّة.

الجلسة النقاشيّة الثانية: ثقافة الصراع والمقاومة: قراءات عن فلسطين والكيان الإسرائيلي عبر الصورة

تركّز هذه الجلسة على مواطن تمثيل وسرديّات الصراع الجارية المتنازع عليها كما يعالجها الفنانون العاملون في المنطقة. ستقترب الجلسة من الآليّات الداخليّة لصناعة الثقافة في المنطقة عبر أعمال عدّة فنانين فلسطينيين يعملون على إعادة إحياء الأرشيف المفقود أو المدمّر، إضافة إلى تخيّل مستقبل جديد.

وبالاستناد على أفلام السينمائي الفلسطيني كمال الجعفري كمرجعيّة، تسعى هذه الجلسة لاستكشاف مفاهيم الهويّة والتاريخ وسياسة المساحات في فلسطين المحتلّة. كما سنأخذ بعين الاعتبار دور السينما في إعادة تشكيل تاريخ المواطن البصريّة عبر استعادة ثقافة ماضية تم إقصاؤها كطريقة للتأكيد على دور الثقافة مقابل المحو.

الجلسة الثالثة: بين السيطرة والتسليع والمشاركة في الخيار

كيف يعمل الفنان وتعمل الدولة على تخيّل، أو إعادة تخيّل، وتصوير، أو إعادة تصوير الدولة؟ تأخذ هذه الجلسة بعين الاعتبار دور الإنتاج البصري في فلسطين المحتلّة، وكيف تم استعمالها من قبل الجماهير والمستهلكين- محليين وعالميين- للتأكيد على تكثيلات الهويّة الوطنيّة المتنافسة. وانطلاقاً من هذه النقطة، تعاين هذه الجلسة "السياسات كأداء بصري" من قبل الفنانين والمواطنين ومسؤولو الدولة. سنأخذ بعين الاعتبار كيف تعمل سلطة الاحتلال والسلطة الفلسطينيّة على تكييف التقنيّات البصريّة لإعادة تخيّل السرديّات الوطنيّة. سيعمل المشاركات والمشاركون على معاينة الآثار البصريّة لمحاولة تفهّم الكيفيّة التي تعيد تأكيد فيها عمليّة تداول الصور على الحقوق الوطنيّة في المدن الفلسطينيّة. إضافة إلى هذه النقاشات، سنأخذ بعين الاعتبار أيضاً الآليّات الداخليّة للشركات التي تساهم في بناء الدولة، ودور النخب السياسيّة والاقتصاديّة، وكيف يعمل الفنانين لاستعادة الصور والمساحات العامة من هيمنة السلطة والأجندات النيوليبراليّة.

الجلسة الرابعة: الكتابة النقديّة الفنيّة

تستند هذه الجلسة على القضايا المطروحة في الجلسات السابقة، إضافة إلى القضايا التي تواجه الثقافة اليوم. وباتّخاذ أرشيف ومجموعة دارة الفنون الفنيّة كمرجع أساسي، إضافة إلى قراءات لمراجعات ومقالات وتعليقات فنيّة حول إنتاج المجال الثقافي، سنعمل معاً على إنتاج كتابات نقديّة حول الثقافات البصريّة في الشرق الأوسط.

الصورة: آمال قنّاوي، صمت الحملان، 2010.