فنان
وجدان

العراق، 1939. تقيم وتعمل في عمّان.

"لقد مررت بثلاث مراحل في حياتي الفنيّة: وهي مرحلة التجريد ومرحلة تصوير مناظر الطبيعة والمدن، والمرحلة الخطيّة. وقد عشت هذه المراحل إما منفصلة أو متداخلة، كما تنقّلت بسهولة تامة بينها، وأعمل أحياناً بأسلوبين معاً، وأحياناً أركّز على أسلوب واحد فقط. وكثيراً ما تتداخل الأساليب لتتحد، مثل التجريد والخط، أو الطبيعة والتجريد.

في بداية تجربتي الفنية في عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، اكتشفت اللون فبهرني واستحوذ عليّ، فكرست تفسي للأسلوب التجريدي وتفجرت الألوان المتجانسة والمتضاربة في لوحاتي. ولكن عندما واجهتني أزمة هزيمة 1967 وجدتني عاجزة عن استخدام اللون أو الشكل، فصورت أول أعمالي الخطية بالأبيض والأسود، وكانت تحتوي على آيات قرآنيّة، شكلت جزءاً من التكوين البصري، إضافة إلى ما حملته من معانٍ روحانيّة، ولم تدم هذه الفترة إلا شهوراً معدودة، وعدت بعدها إلى اللون والتجريد اللوني.

(..)

في العام 1980 انتقلت إلى الصحراء، رمز النقاء، والجزء الذي لم يستطع الإنسان أن يقهره على هذه الأرض. وفي كل مساحة قاحلة جاذبيّة بلا حدود تدفعني إلى تصويرها، كي يرى العالم عنادها وكبرياءها. فمرحلة الصحراء عندي لن تنتهي (..)

في العام 1990 صعقني اجتياح الكويت بما حمله من صدمة، حطم كل معاني الوحدة والقوميّة، وما تفجّر عنه من نتائج مرعبة ما زلنا نعيشها، فمثل لي هذا الحدث واقعة كربلاء وكأنها عادت إلى الحياة من جديد، فانسل الشعر إلى تكويناتي الخطيّة وتمركز فيها، ولا يزال يدخل عليها من حين إلى آخر. وأنا أعتبر مرحلة "كربلاء" محطة في تطوّر أعمالي الخطيّة، فقد فتحت أمامي آفاقاً واسعةً ما زالت تؤثّر فيّ حتى الآن".

مقتطفات من مقدّمة وجدان لكتالوج معرض "وجدان: ثلاثة مراحل في أربعة عقود"، دارة الفنون - مؤسسة خالد شومان، 2003

أسست وجدان المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في العام 1980.

متعلّقات