كجزء من برنامج "مشاريع في المختبر" لهذا العام الذي يركز على دور الأرشيفات، اُختيرت خمس فنانات لدعوة إقامة في المختبر بإشراف الفنان رائد إبراهيم، حيث عملن على استكشاف أرشيفات عائلية، شخصية وغير شخصية، بحثًا عن التوثيق السردي والبصري لذكريات ومذكرات وشهادات، ولحظات غابت وأخرى لم تروَ بعد.
يقدم المعرض أعمالًا متنوعة للفنانات المشاركات، حيث تتمعن أماني عادل في التاريخ البصري للأعراس في مصر وتوثيقها منذ مطلع القرن الماضي، بينما تحاول أرزاق أبو عيد، بالاستناد إلى شهادات عائلية، إعادة تصوّر الخط الروائي لرحلة فلسطينيي الكويت على إثر الغزو العراقي، وتتبع زينة الغول خيوط عودة جدها الذي عشق التصوير أملًا في العثور على الحلقة المفقودة من حكايته قبل رحليه، كما توثق آية أبو غزالة هجرات عائلتها المتكررة بين مخيمات اللجوء والسكن المؤقت، وتبحث ماريا خرزم في عملية طرح السؤال داخل العائلة الواحدة من خلال بناء أرشيف تسجيلات صوتية ضمن منصة إلكترونية تنطلق من المعرض بنسخة أولية.
تطرح الأعمال المشاركة تساؤلات حول ثنائيات الشخصي والعام، الخاص والتشاركي، المخفي والمُعلن، المؤقت والدائم، الحاضر والغائب، المحكي واللامحكي. كما تستعرض أساليبها الخاصة في السرد وتجاوز حدود الرواية العائلية، وإعادة قراءة التاريخ الشخصي ضمن سياق فضاءات العرض والمساحات العامة.
أماني عادل (مواليد 1992)، صانعة أفلام تسجيلية مصرية، ومصوّرة ومنتجة صوت. تخرجت في معهد القاهرة للفنون الحرة والعلوم، ومدرسة الجزويت للفيلم في الإسكندرية. تتركز اهتماماتها بالدرجة الأولى على الأرشيف والتاريخ الشفوي، باعتبارهما مصادر أساسية لتوثيق التراث والثقافة. تهتم أعمالها بالربط بين الجوانب العاطفية والأفراد من خلال ما توثقه من حكايات مهمشة. تركز مشاريعها الرئيسية على ثيمات الذاكرة والهوية والأرشيف والمكان، وكيف تتشكل جميعها بالعوامل التاريخية والسياسية.
تعمل أماني حاليًا على مشاريع تتضمن استكشاف العلاقة بين النص والصورة، باستخدام وسائط متعددة، بما في ذلك الصور الثابتة والمتحركة، وعادة ما تقوم بالتجريب من خلال تقنيات الخياطة بحثًا عن سرديات بديلة.
أرزاق أبو عيد باحثة ومؤرشفة مقيمة في عمّان، درست الفلسفة والأنثروبولوجيا الاجتماعية، مهتمّة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، ومسارات تناقل الروايات الشفاهية في مجتماعتنا، تحديدًا حيثما الشفاهة هي السند الوحيد لتوثيق الذاكرة. من هنا، تعتقد أرزاق بضرورة تناول القصص والروايات المحكية، والتجربة المعيشة للناس وخبراتهم ومشاهداتهم عند البحث في التاريخ.
عملت في مشاريع متنوعة تبحث في التراث الثقافي والتاريخ الشفوي والأرشفة، منها مشروع توثيق التاريخ الشفوي في الأردن، مع المعهد الثقافي الألماني (غوته)، والمعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى (إفبو)، والمعهد الثقافي الفرنسي، بالتعاون مع عدّة مؤسسات وطنية. وثّق المشروع في مرحلته الأولى (2018) روايات شفوية محلية عن فترة الحرب العالمية الأولى في الأردن؛ وفي مرحلته الثانية (2019) بحث في ذاكرة الأماكن، فوثق ذاكرة مقهى الروشة في الزرقاء، مختتمًا في معرض صوتي أقيم في دارة الفنون؛ أما المرحلة الثالثة من المشروع (2020)، فعمل على حكايات عمّان، وهي سلسلة قصصية تروي التاريخ الشفوي لحي المهاجرين، أحد أقدم أحياء عمّان. وتعمل أرزاق الآن مؤرشفة في مشروع "ذاكرة فلسطين" - أرشيف رقمي لتوثيق القضية الفلسطينية.
آية أبو غزالة، (مواليد 1991)، فنانة بصرية ومعالجة بالفنون، تحمل درجة البكالوريوس بالفنون البصرية والدبلوم المهني في العلاج بالفنون من الجامعة الأردنية. تهتم أعمالها بتقاطعات عالم النبات مع الذكريات، الأرشيفات العائلية، الاستدامة، واستخدام الأدوات الرقمية. تؤمن بأن صناعة الفن أداة فاعلة في المقاومة والشفاء.
حصلت على عدة إقامات فنية ومنح، وعرضت أعمالها في عدة دول. كما عملت في العديد من البرامج معلمة فنون ومعالجة بالفن، منها: "يايا 2014" مع مؤسسة القطان وبينالي قلنديا الدولي، وبرنامج "تحولات رقمية" مع المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة والمجلس الثقافي البريطاني وFuture Everything؛ ومشروع "تصاميم مجرّدة من فلسطين"، ومع متحف فلسطين – أمريكا في الولايات المتحدة. كما حصلت آية على جائزة ناصر بن حمد آل خليفة للإبداع الشبابي (2015/2016).
زينة الغول، مقيمة في عمّان، مهتمة بالتاريخ الاجتماعي في الأردن وفلسطين، والقصص التي تُظهر التقاطع ما بين الخاص والعام. تعمل في تخطيط وإدارة برامج صحافة معمّقة في مجلة حبر منذ عام 2019. تؤمن بالفضول والتجريب، ما دفعها لممارسة الفن من خلال وسائط متعددة، مثل التطريز والتصوير والتركيبات الفنية.
ماريا خرزم (مواليد 1999) فنانة وباحثة فلسطينية - سورية، تستخدم مقاربات متعددة الحقول. تتضمن ممارساتها الفنية والبحثية الكولاج الصوتي، والتركيبات السمعية - البصرية، والنحت الصوتي. مهتمة بتفكيك الذاكرة من خلال الصوت، والتقاطعية بين الفنون والتوثيق، وكذلك بتوريث النساء في مجتمعات جنوب شرق آسيا وشمال أفريقيا. مشروعها الحالي "فينومينولوجيا السؤال" يحلل أنماط الانعطاف الصوتي في طرح الأسئلة بين أفراد العائلة، باعتباره مدخلًا للديناميات والأشكال والشخصيات التي نجسدها في تلك العلاقات.
رائد إبراهيم فنان بصري ومعلّم فنون مقيم في عمان، الأردن. ولِد عام 1971 في المملكة العربية السعودية. درس رائد الرسم في الجامعة اللبنانية في بيروت، ثم حصل على درجة الماجستير في فنون المساحات العامة من جامعة فاليه للفنون في سيير، سويسرا. شارك رائد في أكاديمية دارة الفنون الصيفية في الأعوام 2000 و2001 و2003، كما شارك برنامج الإقامة الفني التبادلي بين دارة الفنون والمؤسسة الثقافية السويسرية في أراو في سويسرا سنة 2009. عُرضت أعماله في معارض فردية و جماعية في الأردن وبلدان أخرى. شارك رائد في عدة معارض في دارة الفنون، بما في ذلك معرض "جمل في الغرفة" عام 2020. يقوم حاليًا بتدريس الفنون الجميلة في الجامعة الأردنية.